ابني كان يقوم بعمل ما ولم يوفق فيه بالشكل المطلوب فجاء لى وقال لقد فشلت هذه المرة ولكنى تعلمت وسأتفادي تلك الأخطاء كى انجح المرة القادمة .. حينها فرحت بما قال وتأملت فى كلامه ثم ابتسمت وقلت له عليك ان تعلم أن الأقوى ليس من ينتصر دائماً، بل من ينهض دائماً بعد الخسارة و أن الحديث عن القوة و الأقوياء، وعن الأنتصار والنجاح، لا نعني به القدرة على الفوز والنجاح بشكل دائم ومستمر، لأن ذلك ضرب من الخيال و أن القدرة على النهوض بعد الفشل والهزيمة يعتبر نصر أكبر بكثير.
فالشخص القوي هو الذي يستطيع السيطرة على نفسه ويتحكم في ردود أفعاله، خاصةً عندما يواجه الصعاب والتحديات و الهزائم، و يعتبرها اكتساب للخبرات الجديدة و يطور نفسه وطريقته في الحياة.
إن النجاح الحقيقي يأتي من القدرة على التكيف مع التحديات والعقبات والصعود من خلالها، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون.
لدينا امثلة كثيرة للنجاح بعد الفشل لدرجة ان الصين مثلا قالت اننا فشلنا 13 مره و نجحنا فى المرة ال 14 وننظر الى تجاربنا الفاشله على انها كانت بمثابة الفشل النبيل لان لولا تلك التجارب ما وصلنا الى تجربتنا الناجحه اليوم
هناك ابطالنا فى حرب اكتوبر وكيف حولوا هزيمتنا المهينه وفشلنا الكبير فى حرب 67 الى نصر نفتخر به الى الان .
حتى كاتب هذا المقال استطاع ان يهزم فشله فى اللغه الانجليزيه اثناء الدراسه ونجاحه بالكاد بدرجه النجاح الى اتقانه الانجليزيه كما لو كان قد ولد بها وهكذا امثله كثيرة.
ورسالة المقال ايها السادة هى أن هناك احداث قد تحدث تجعل الانسان ينهزم نفسيا على الرغم انه اذا نظر حوله ربما وجد ما هو اصعب من ذلك وقد انتهى والاخطر والمدهش انه هو من يصنع تلك الهزيمه النفسيه داخله ثم ينهار تماما تحت وطأه ما صنعه هو .
حفظ الله مصر … ارضا و شعبا وجيشا و أزهرا
———————————————————-
* كاتب صحفى .. جريدة حياتى اليوم