الأحد , 1 ديسمبر 2024

“عـزيـزي المنـدهش”.. قصة قصيرة بقلم مريم عبدالرحيم

= 6600

آهٍ من جلسات الخميس مع الأصدقاء، تلك جلسات الفتيات التي لا تخلو من أحاديث الحب و الغرام و فرسان الأحلام.

أحاديث وردية تشعرهن بكم أنوثتهن، و كانت جلسة اليوم تدور عن <<أفضل وصف للحبيبة لدى حبيبها>>، و تناثرت الإجابات ما بين أنا عنصر البهجة في حياته، أنا سر نجاحه، أنا ملهمته الوحيدة، أنا معنى السلام بالنسبة له.. إلخ.

أنظر و أضحك على استعراضات الفتيات في الجلسة، لتقع الأنظار عليّ، و بأصوات متداخلة تتعالى بجملة واحدة << دوركِ يا فتاة، تشاركي معنا الحديث عن مغامرتك العاطفية، أم أنك تخافين؟ >>

أنا.. أخاف، من الواضح أنها تقصد إنني أخاف من الحسد، و أعمل بالمثل الشعبي“ داري على شمعتك تقيد”
و يا لها من كوميديا حزينة، سحقًا لكتاباتي الرومانسية التي تجعل مني عاشقة في نظر الجميع و أعيش قصة حب استثنائية، و أنا لست سوى كيوبيد الذي ينشر الحب لكن لا يذوقه أبدًا.

يا ألهي.. الجميع ينتظر إجابتي، لا وقت لفلسفتك الآن تحدثي.

-حسنًا سأخبركم..
أنا بالنسبة له…عنصر للدهشة..
-مـاذا؟
-دعوني أشرح لكم، أنا أراه بين حينٍ لآخر ويبعدُنا أمتارٌ، فأظلُ أتابع خطواته حتى تتيح أيّ فرصةٍ لي في أن أذهب وأحادثه.
-وما الغريب في ذلك؟
كلامك غاية في المنطقية..
-الغريب ليس بي، الغريب هو، كلما التقى بي تجحظُ عينيه، ويقف متجمدًا لأقل من ثانية هكذا، ثم يستكمل ما كان يفعله وكأنّ شيئًا لم يجر.
كنتُ لسنينٍ مجرد عنصر دهشةٍ له ولازالت محتفظة بهذا الوصف إلي الآن، ولا أعرف ما المثير للدهشة في الأمر؟
هل كذبت عليكَ وقلتُ لك أن موطني في إحدى بلاد شرق آسيا؟
هل كنت أتحدث معكَ ب”اللوندي” لتتعجب في وجودي هنا في أم الدنيا، هل قصرت معكَ لهجتي العامية المصرية في شيءٍ؟
لا أرى أي داعٍ لدهشتك المتكررة في كل مرة نلتقي فيها سوى أنك كنت تَحسبُني “عفريتة” التي من المستحيل أن تلتقي بها.
عفريتة لديها حساب تواصل إجتماعي تتحدثان من خلاله من حينٍ لآخر، منطقيٌ فعلًا.

أعلم أنني سأظلُ في تلك الدائرة اللانهاية من الدهشة وعلامات التعجب، حتى أغدو زوجةً لأحدهم وأمًّا لطفلين يجريان خلفي على السلالم لنلحق بأتوبيس المدرسة، حينها سأراكَ وستندهش وسيكون لكَ الحقٌ حينها.
و الآن ما رأيكم بحبيبي المنـدهش؟

شاهد أيضاً

روح الاتحاد: الإمارات في عامها الثالث والخمسين

عدد المشاهدات = 117 بقلم المستشار الدكتور خالد السلامي عندما تُشرق شمس الثاني من ديسمبر، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.