كل شيء ساكن
عدا صوت التكييف
لاشيء هناك حولي غير مناديل ورقية عذراء اللون
كنت أكتب عليها رسائل يوما ما
عندما كان لوني برتقاليًا
وصورة بدت لي من خيال بعيد في مخيلتي
و مشاعر متناثرة على حوائط صالة الجلوس
و أفكار تتثاءب
و أغنية تسعل مختنقة بالحب
وحزن شارد لا رغبة له في الحياة غير رشفة فرح تجيء على فاقة
و عيون كل شيء تنظر لي
و كأنها تريد التحدّث إليّ بأمر ما ضاقت به ذرعا
و و سائد هي الأخرى ذاهلة عن تحرش الريح بالنافذة
مددت ذراعيّ للصباح ..
ملأ رئتي بالهواء العليل
ببعض من أسراري الروحية التي كانت غائبة عني
كوب من الشوكولاتة الساخن
و قليل من السكر و الشوق
و بوح قليل
و قبلة خاطفة عميقة للحياة
و حلم يرفرف حولي جذلانا مرتبكا
و أملٌ طفلٌ لم يزل يعبث في آنية الورد
يجعلني بخير
أفرغ قارورة العطر الذي أحب في كل أرجاء الغرفة
لأعيش اللحظة
لحظة السفر إلى شعر بكر
لحظة السفر إلى عالمي السماوي
هناك
هناك
خلف فاكهة الوقت
وخلف أسوار المادة
حيث ترعى الغيوب أسحارها
والنجوم تطاردها أنوارها ……
الزمان هو الزمان
لكني أبحث عن شيء آخر
شيء لم يتطرق لي
شيء فوق حواسي التسعة
وجدته هنا
قرب السلام الإلهي
قرب مكة المقدسة
لكني حتى الآن لم ألمسه بيدي
لم يزل يقترب مني
وهجه الآخذ اسلمني إليه
رحت في غياب طويل لذيذ جدا