السبت , 26 أبريل 2025

عزة الفشني تكتب: من ينقذ الدراما المصرية من الانهيار؟

= 8921

لقد ابتعدنا كل البعد عن جوهر الكلمة وأصبح الفن سلعة والكلمة سلعة الكل تجرد من رسالته الحقيقية وأصبح يبحث عن ذاته أما سعي وراء المال أو السعي وراء الشهرة وأقولها وبكل صراحة أصبح الذوق الراقي عندنا عملة نادرة إيمانناً بأننا أصحاب رسالة حقيقية في هذه الحياه أصبح شيء شبه معدوم لا وجود له إلا قليلاً.

كان هناك زمن يقدم فيه الفن بروح ورسالة حقيقية وكان لكل عمل بصمته التي تأصلت في الوجدان حيث كانت الدراما تصنع بإخلاص وكانت الكوميديا تحمل الذكاء وكانت الشخصيات تخلد في قلوب المشاهدين.

ودائماً ما كنت أتساءل ما هي العلاقة بين شهر رمضان الذي هو شهر القرآن والعبادة بهذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية .. لماذا يصر المبدع المصري علي إلهاء الناس عن السبب الروحانى للشهر الكريم وهو الصوم والعبادة؟

نحن فى عصر الفتن والفن الهابط والمغرض الذى هو أكبر عدو للوطن، والقائمون على الأعمال الدرامية أهم شئ عندهم نجاح المسلسل حتى وإن كان فيه إيحاءات وسفور فى الملبس والكلام وتشويه صورة المجتمع المصري من الداخل.

إن ما يطرح من دراما ما هو إلا طمس للهوية المصرية وتصوير المجتمع المصري أنه منحل أخلاقياً وسلوكياً وبعيد كل البعد عن الدين الذي هو صبغة هذا المجتمع ويجعله مجتمعاً لا دين له وهذا كذب وافتراء وتشويه لمجتمع تحكمه أخلاقيات دينه.

الدراما المصرية ذات اتجاهات متعلقة بطرح أفكار تخدم فئات بعينها … اليوم ما نراه في الدراما شيئا مخجل مقارنة بما كانت عليه في السنين الفائتة
لم تعد تخدم قضية او تظهر حقيقة تاريخية أو تنقل واقعاً بموضوعية بل أصبحت على نمط واحد انحلال أخلاقي وتغيير في القيم والعادات والظهور دائماً وأبدأ أن الشعب لا يهمه إلا الفسق والموضة.

إن مهزلة الدراما في رمضان …. مؤلفون بعيدون كل البعد عن الواقع المصرى..بكل أسف الدراما المصرية تعتمد كلياً و جزئياً على جلب الإيرادات فقط بأى وسيلة كانت وإن كان هذا على حساب الدين وأخلاق المجتمع، وما يقدم الآن من دراما لا تمثل الشعب المصري ومشاكله وهمومه بل تشويه متعمد لصورته وتاريخه.

اعتقد ان الإفلاس الفني أصبح أمرا واقعا لا محالة.. فلماذا اختفي المسلسل الديني والتاريخي من مصر المحروسة وأصبح غير موجود؟

إن ما يقدم فى الدراما الرمضانية الحالية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات وواقع المجتمع المصري فلا اللغة لغتهم ولا العادات عاداتهم ولا الشخصيات تمثلهم من أين أتوا بهذه النماذج؟

هل كل الأحياء الشعبية لها كبير شرير يتاجر في الآثار او المخدرات ويقتل الناس وهو يشرب قهوة الصباح ولو افترضنا ان هذا موجود فأين النماذج الخيرة واين النماذج المتنورة وأين نموذج الرجل السياسى هل كلهم لصوص وفاسدين يحتمون خلف الحصانة أين نموذج المرأة المتعلمة في الصعيد أين وأين؟

إن المجتمع المصري تعرض لغبن التعميم والإختزال.. فليس كل من في العشوائيات بلطجي أو لص فيها كتير أناس بسيطة لكن عزة نفوسهم لا تجدها في أماكن أخرى.. كل هؤلاء لم يجدوا من ينصفهم وانما وجدوا من يتاجر بمعاناتهم ويرتزق بها.

للأسف الدراما الحالية مغيبة وبعيدة كل البعد عن ما يجب إظهاره للعالم … و الذي من المفترض أن يظهر الجانب الإيجابي والتاريخي والمعبر … ولأن الرقابة غائبة أصبح كل شيء مباحا.

والسؤال الذي يفرض نفسه هل من الممكن إعادة الفن المصري مثلما كان؟ اعتقد من الصعوبة … نعم الجو العام تغير كثيراً وفقدنا رائحة الدراما الواقعية ذات العمق والكوميديا الفكاهية ولكنه ليس مستحيلاً.

أفيقوا أيها المسؤولين عن الدراما لبناء أجيال منتجة وواعية متمسكة بالقيم النبيلة فأنتم مسؤولون فى أداء رسالتكم نحو الحفاظ على القيم النبيلة فى المجتمع.

كم أتمنى أن يؤثر ذلك في القائمين على الإنتاج الدرامى والإعلامى بصفة عامة ..وإحياء دور وزارة الثقافة و الإعلام وعودة رقابة المصنفات على الدراما والأعمال الفنية بشكل عام.

شاهد أيضاً

متحف المجوهرات الملكية…قصر فاطمه حيدر

عدد المشاهدات = 10365 بقلم الكاتبة: هبه الأفندي المنشأ :الاميره فاطمه حيدر ابنه الاميره زينب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.