الخميس , 10 أكتوبر 2024

عزة الفشني تكتب: عن التصوف والمريدين..وعجائب السنين!

= 3660

التصوف هو علاقة بين الإنسان ونفسه أولاً ثم علاقته مع ربه ثانيا، علاقة تقوم على صفاء النفس، وسلامها الإجتماعى، وقد يختلف ميل الإنسان فى الإنتماء إلى فلسفة صوفية معينة تتناسب مع ميوله ونظرته إلى الحياة، ولكن فى زماننا هذا أفسد البعض مما يسمون أنفسهم مشايخ الطرق الصوفية سمعة التصوف، وحولوه إلى وسيله للتكسب والسيطرة على ما يسمونهم بالمريدين بل حولوه أحياناً إلى وسيلة للتحايل وربما وصل الأمر لارتكاب الفواحش.

فى عهد رسولنا الكريم لم نر أو نسمع عن من يسمون أنفسهم دراويش أو شيوخ طريقة ليكونوا وسطاء بيننا وبين الله.

بل قال نبينا الكريم: “يا أيها الناس؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه”.

مع الأسف هناك أناس أصبحوا يقدسون الشيوخ ويصدقون على كلامهم وفتاويهم كأنهم آلهة منزهين ومعصومين من كل الشوائب.

نجد منهم مثلاً من يسمى نفسه العارف بالله في حين لم يطلق هذا اللفظ على شيوخ الأراضي المقدسة مثلاً الذين يؤمون ملايين البشر للصلاة حتي الصحابة لم يطلق عليهم هذا الوصف … ولو كان لهؤلاء تصرف فى الكون لنفعوا أنفسهم..

جميعنا نعلم أن النبىﷺ مات وما سأله نساؤه فى قبره، ولا أصحابه الذين خاضوا المعارك وابتلوا بالطاعون والمجاعة والأمراض ما سأل أحد منهم غير الله.. وما إستغاث أكابرهم إلا بربهم ولا سجدوا إلا لله ولا بكوا إلا لله ولا ترجت دموعهم غير الله ..

هؤلاء الذين يدعون الصوفية هم أبعد تماماً عن الصوفية الحقيقية التي اتبعها بعض التابعين، وهي الزهد عن متع الدنيا والتوحيد الحقيقي لله عز وجل أما هذه البدع فهي ضلال وفسق وبعد عن العقيدة الصحيحة للإسلام.

إن الله سبحانه وتعالى أعطانا العقل، ولكن بعض الأفكار تلغيه وتجعل الشخص في عالم معزول عن الواقع مصدقاً أمور غير منطقية، جسد في ناحية وروح في مكان آخر، علامات وأحلام وألغاز أمور وسيطة بين العبد وربه.

إننا لم نر من أمثال هؤلاء أدني درجات الصفات المفترض تواجدها بخطيب ديني أو حتي إمام …لم نلتمس سوى التوتر وحركات الشفاة الغريبة ولغة جسد مريبة وكلمات ركيكة من المفترض أنهم من ذوي العلم فأين فصاحتهم اللغوية في الكلام لا أدري كيف تسمح الدولة بظهور مثل هؤلاء.

مثل هؤلاء لا يطلق عليهم إلا دجالين مشعوذين عليهم من الله ما يستحقون..وما يفعلونه هو تشويه لديننا الحنيف وللطرق الصوفية الحقيقية وتعبير عن الجهل الذي آلت إليه أمتنا. ولابد من محاسبتهم قبل إنتشار أفكارهم بين الشباب بحجة تجديد الخطاب الديني.

تُرى أين دور الأزهر ووزارة الأوقاف من هؤلاء المدعين؟

يجب أن لا يطلق لقب شيخ إلا علي خريجي الأزهر فقط حتي لو قرأ في الدين مالم يقرأه أي شخص اخر و لو كان يمتلك أكبر الدرجات العلمية

وعلى الآباء وأولياء الأمور أن تعلموا أولادهم العقيدة النقية وأن يبتعدوا بهم عن بدع الشرك..

علموا أولادكم التوحيد قبل أن يقبلوا الحديد ويسجدوا على العتبات يطلبون المدد من الأموات علموهم أن الدعاء لايكون إلا لله..
علموهم أن النجاح لايكون إلا بالتوكل على الله والرجاء فيه مع أخذ الأسباب …
علموهم أن الشفاء بيد الله لا بيد أحد وإنما الطب أسباب..
علموهم أن المستقبل بيد الله وفى علم الله..
علموهم أن طلب الحاجات لايكون إلا من عند الله وأن دفع المخاوف لا يحققه إلا الله..
علموهم التعلق بالله والعون من الله والنذر لله والمدد من الله وحده ….

خلاصة القول.. أن التصوف هو تجربة ذاتية فريدة تخص صاحبها، ولا يجوز بأي حال أن تكون مثالاً يحتذى به، أو أن يكون صاحبها قدوة لمن يظنون أنهم مريدوه.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: التعليم عماد التنمية

عدد المشاهدات = 3265 اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.