الإثنين , 10 فبراير 2025

عزة الفشني تكتب: بكالوريا الباشوات في زمن “عبداللطيف”!

= 3725

 

كم أتمنى أن أكون مخطئة من فكرة أن نظام البكالوريا الجديد جاء لخصخصة التعليم وتشغيل الجامعات الأهلية والخاصة وجعل التعليم للقادرين مادياً فقط وكلي خوف من نفس الاتجاه للأزهر الشريف لأنه لو حدث فلن يستطيع محدودي الدخل والفقراء تعليم أولادهم تعليم عالي وبذلك يفتح الاتجاه نحو التعليم الفني وجعل المؤهلات العليا للقادرين مادياً فقط.

بديل الثانوية العامة أو ما يطلق عليه البكالوريا لمن لا يعلم هو ما يسمي بنظام التحسين مع تغيير المسميات هدفه زيادة الضغط النفسي على الطالب و زيادة الأعباء المالية علي أولياء الأمور فهو ذاهب لا محالة إلى إنتهاء مجانية التعليم علاوة على أن وزارة التعليم تتعامل مع الطلاب كحقل تجارب فنحن الدولة الوحيدة في العصر الحديث التي أصبح تقدمها هو الرجوع إلى الخلف.

إذا تحدثنا على الجانب الإيجابي لنظام البكالوريا كما أخبرنا وزير التربية و التعليم فهو يعتمد على تطوير الطالب وإكسابه العلوم المتنوعة التي تصقل شخصيته وتعطيه الجاهزية لسوق العمل في العديد من التخصصات وليس فقط التخصص الجامعي فهي تزيد من فرصه للعمل الناتج عن اكتسابه للعديد من المهارات والعلوم المتعددة وفقا لميوله ورغباته و تخفيف الضغط بتطوير المناهج و البعد عن التعقيد و التلقين والتركيز علي مواد التخصص لكل قسم وتطوير المدارس والإعداد الجيد للمدرسين بكل مراحل التعليم و الكتير من الأشياء الأساسية لمنظومة التعليم في أي دولة.

هذه آراء ووجهات نظر القائمين على العملية التعليمية لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.

فقد توجهت الوزارة العام الماضي لتعميم اللغة الفرنسية على الصف الاول الإعدادي لهذا العام على الرغم من عدم وجود معلمين لغة فرنسية وكانت المفاجأة قيام الوزير الجديد بإلغاء اللغة الفرنسية من الثانوية العامة ونفس الشيء للرياضيات والعلوم وقد صدرت تعليمات بتدريسها باللغة الإنجليزية بدءاً من الصف الأول الإعدادي وبذلك أصبح لدينا نظام تعليمي يناسب الفصول الأربعة يتغير بتغير الوزير وكل وزير يأتي يحاول تطبيق أفكار جديدة بحجة مواكبة أحدث نظم التعليم في العالم فى حين أنه لا يوجد نظام تعليمى فى أى دولة يتم تغييره كل عام.

إن تغيير منظومة التعليم يجب أن تبدأ من المعلم والمدرسة و المادة العلمية المعدة بطريقة جيدة لكن ما يحدث الآن أن المعلم والتعليم فى سناتر الدروس الخصوصية يدرس بالغناء و الطبلة والكتب الخارجية والملازم الملخصة.

إذا أردنا النهوض بالعملية التعليمية يجب أن يتم بضم المدارس الخاصة وبكافة مسمياتها مع مدرسينها لتكون تابعة كلياً لوزارة التربية و التعليم وتحت المناهج المصرية ليكون التعليم موحد وليس طبقي لشعب ودولة واحدة .. أيضاً ضرورة تطوير المعامل و الإعتماد على العملى أكثر من النظري والعمل على إرجاع هيبة المعلم وإحترامه وضميره الذي تاه في غياهب الدروس الخصوصية.

إن نظام البكالوريا كما يطلق عليه جاء كقالب أو نموذج مستورد من المفترض أنه ناجح ومواكب للعلوم الحديثة .. لكن للأسف والحقيقة أننا ننصدم بمناهج جديدة ليس لها علاقة بالحدث.. نجد أن الإدارات التعليمية وامكانيات المدارس والمعلمين بعيدين كل البعد عن كل جديد نرغب في تطبيقه.

منذ الإعلان عن نظام البكالوريا الجديد انتابتنى بعض التساؤلات للسيد وزير التربية و التعليم ..

كيف نضمن تكافؤ الفرص بين كل الطلاب خاصةً مع رسوم إعادة الإمتحان ؟ و هل المدارس والبنية التحتية مستعدة لتطبيق هذا النظام ؟ وكذلك عدم تدريس اللغة العربية فى مرحلة ما تعتبر قتل وطمس للهوية العربية و لتغريب الثقافة العامة إلى الأوروبية
وما هي خطة الوزارة لتأهيل الطلاب وأولياء الأمور لفهم النظام الجديد؟
الموضوع محتاج تفاصيل أكثر لكى نعرف إذا كان بالفعل هو بديل أفضل للثانوية العامة الحالية أم لا.

إن المشكلة الأساسية هنا في التخطيط ثم التنفيذ و الأهم هل لدينا بالفعل البنية الأساسية لتنفيذها و أهمها المعلم وهو الركيزة الأساسية في هذه العملية كما ذكرنا سالفاً
و هل توقيت القرارات مدروسة بشكل كامل و قابلة للتطبيق علي اطلال المنظومة القديمة أم لا ؟
فى حقيقة الأمر نحن لسنا مؤهلين لتطبيق هذا النظام فلا يوجد معلمين تدربوا على تدريس المواد علاوة على العجز الواضح في معلمين المدارس كما أن المناهج غير جاهزة ولو جهاز التابلت هو المنقذ فللأسف ..بئس المنقذ.

على أيةِ حال قبل تنفيذ نظام البكالوريا الجديد لابد من تشكيل مجلس أعلي للتعليم من خبراء مصريين خارج وداخل مصر لوضع خطط تطوير مناهج التعليم و الإمتحانات وتكون ملزمة لاي وزير يأتى و بما أن الظاهر أن هناك تطوير في المنظومة التعليمية إلا انها تحتاج إلى رؤية أشمل وأعم ووضع خطه زمنية لا ترتبط بالتغيير الوزاري كل وزير يأتي برؤيته ونبدأ نقطة ومن أول السطر

إن الفكرة فى مجملها من الممكن أن تكون مفيدة لو تم تطبيقها بشكل مدروس.

فنحن نريد رجوع التربية للمدارس قبل التعليم نريد إستعادة الهوية المصرية نريد رجوع هيبة و إحترام المدرس كما كان من قبل ( زمن الطربوش ) التعليم يحتاج إلى ثورة هو و أى وسيلة أخرى تؤثر على ثقافة الشعب لأنه مصير ثمار مجتمع ودعائم وأركان وطن.

ان لم يعود التعليم كما كان في الثمانينات والتسعينيات وما قبلها مع مراعاة التطور التكنولوجي لن يكون هناك تعليم في مصر.

شاهد أيضاً

عبدالمحسن سلامة

عبد المحسن سلامة يتقدم بأوراق ترشحه على مقعد نقيب الصحفيين

عدد المشاهدات = 64   تقدم الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة …

تعليق واحد

  1. لابد من عقول مؤمنة ومستنيرة تتصدى لهذا التدمير المستمر للتعليم بمصر .
    فالصهيونية والماسونية تعلم جيدا بان العقل للطفل المصرى من أذكى العقول البشرية ولذلك الهدف هو جعلها عقول تافهة وغبية وليس لها قيمة ولا هوية ولا دين ليسهل عليهم السيطرة مستقبلا على هذة العقول وتكون تابعة لهم تماما.
    الموضوع خطير جدا وإن لم تعود وزارة التربية والتعليم إلى تدريس اللغة العربية والدين والحساب للطفل من الصغر وتركز عليهم تركيز كبير فلن تبقى هوية لشعب المصرى بعد 20 عام بحد أقصى
    وسيخرج جيل ليس له هوية ولا دين ولا خلق ايضا..ونحن الأن نرى هذا يحدث منذ عدة سنوات
    وبكل أسف…والله المستعان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.