الثلاثاء , 14 يناير 2025

عزة الفشني تكتب: بعد سقوط سوريا.. الشرق الأوسط إلى أين؟

= 10364

بعد ما حدث في سوريا وسقوط مدنها واحدة تلو الأخرى، حتى انهيار نظام بشار الأسد، فإن كل ما اخشاه ان المنطقة مقبلة على محاولات للتقسيم اكثر ولعل أمريكا وإسرائيل وآخرون سيمنحون للأكراد دولة في سوريا والعراق.. وعلى القوى الوطنية فى سوريا أن تتهيأ لإفشال محاولاتهم.

مخطط الغرب كالتالي: بعد سقوط بشار وإستيلاء الفصائل على دمشق يصبح المجال خاليا تماما للفصائل وتصبح سوريا بدون رئيس شرعى للبلاد فى هذه الحالة ستلعب الفصائل مع بعضها البعض دورى الرئاسة أى صراع فيما بينهم على رئاسة سوريا، وهنا تبدأ حرب أهلية داخل سوريا على غرار حرب السودان وما يحدث فيها سيعاد بالكامل …

إن الهدف الرئيسي هو تحجيم دور إيران في الشرق الأوسط … للأسف الشديد كل طرف يريد نتيجة تلائم مصلحته فالدول العربية تريد القضاء على النفوذ الإيراني دون إندلاع موجة جديدة من الربيع العربي، وروسيا تريد المحافظة على تواجدها في طرسوس لكنها تعلم أنها لو تدخلت الآن ستدخل أمريكا المعركة، وأمريكا تريد خنق طريق الحرير الجديد، والصهاينة يريدون القضاء على المقاومة مع ايجاد نظام عميل في نفس الوقت.

أما تركيا.. فهي الراعي الرسمي للجيش الحر، وهى من قامت بتدريبه وتسليحه، وهى من البداية ضد بشار، وتدعم الثوره لأن لديها ٢ مليون لاجئ بالإضافة إلى فكر التوسع التركي العثماني في المنطقة.

ومثلها أوكرانيا هي من دربت الجيش الحر علي استخدام المسيرات حيث أن اوكرانيا تعتبر هزيمة بشار هزيمه لروسيا، وإسرائيل تعتبر هزيمة بشار هزيمة لإيران، وأمريكا أرادت سقوط بشار نكاية في ايران ومن أجل عيون اسرائيل.

وسيبقي المستنقع ملئ بالوحل.. فإسرائيل تحكم قبضتها أكثر فأكثر على سوريا، وستحاول الالتفاف حول مصر من جميع الإتجاهات، والصين تستثمر في مليون هكتار زراعية وتقوم بتصنيع عملة البتكوين حالياً في إثيوبيا إلى جانب الكهرباء المجانية.

ولن ارفع عن صدام وبشار والقذافي خطأهم لأن استمرارهم فى السلطة لعقود شكل من المحبطين بهم والمقربين إليهم مراكز قوي لها جبروت تسببت في كراهية الشعب لهم حتي تدمر البلاد وينفذ مخطط برنارد لويس في التقسيم.

الآن اتضحت الرؤية فقد بات من الواضح سبب قبول نتنياهو لوقف إطلاق النار على الرغم من فشله في تحقيق هدف واحد … فقد ضمنت له الولايات المتحدة أنه بمساعدة أردوغان وتركيا سيتم فتح جبهة جديدة في سوريا ضد الأسد وحزب الله وإيران …

وفي أقل من 24 ساعة بعد وقف إطلاق النار فى لبنان فتح أردوغان الجبهة … وسيتم خوض المعركة ضد قوات المقاومة على الأراضي السورية وسيكون لدى نتنياهو الوقت لإعادة تجميع صفوفه وإعادة تسليحه… فقد قام أردوغان منذ سنوات بتدريب وتجنيد الإرهابيين من فلول داعش والقاعدة وعدد كبير من المجندين من طاجيكستان وأوزبكستان و أذربيجان وغيرها.

فإذا أردنا إستقرار المنطقة العربية لابد من طرد جميع القواعد الأمريكية المتواجدة علي أراضيها كافة وضرورة تكاتفهم، والبعد عن الصغائر من أجل مواجهة العدو وبناء الجيوش العربية بأحدث الأسلحة ودعم الشعب الفلسطيني ليسترد وطنه المسلوب فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة … واعتبار أمريكا وإسرائيل أكبر عدو للعالم العربي والإسلامي …

إن المشهد السياسي برمته يؤكد أن جميع القوى في المنطقة ستتعرض لكافة أنواع الضغوط للدخول في تفاهمات واتفاقات سياسية وعلى رأسها إيران.

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: بكالوريا الباشوات في زمن “عبداللطيف”!

عدد المشاهدات = 2387  كم أتمنى أن أكون مخطئة من فكرة أن نظام البكالوريا الجديد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.