الإثنين , 12 مايو 2025
عزة الفشني

عزة الفشني تكتب: المصريون ..والخرافات!

= 9562

 إحصائية صادمة تقول أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات منهم 11% من المثقفين و الرياضيين و ذوى المناصب العليا يوجد في مصر ما لا يقل عن 300 ألف مشعوذ و دجال رافعين شعار دجال واحد لكل 233 ألف مواطن

أما العرب فهم ينفقون ما لا يقل عن 30 مليار جنيه سنوياً على الدجل و الشعوذة و النساء أكثر تأثراً بهم و يؤمنن بالقدرة على حل مشاكلهن من خلال السحر و الأمور الغيبية … و يرجع ذلك إلى التنشئة الإجتماعية الخاطئة التى تنادى بالغيبيات مثل العفريت و أبو رجل مسلوخة و خمسة و خميسة و سبع حبات و الخرزة الزرقاء و صناعة الأساطير حتى فى الأدبيات مثل خضرة الشريفة و أبو زيد الهلالي و ألف ليلة وليلة و الأضرحة و غيرها الكثير من الموروثات الشعبية و عدم ربط السبب بالنتيجة كل هذه الأمور كونت داخل الإنسان تفكير و معتقدات خاطئة

– من بين هذه الخرافات والذي إنتشر بشكل لافت في الآونة الأخيرة هو التاروت وهو علم قديم أول من استخدمه هم الغرب وهناك من يقول أن الفراعنة أول من استخدموه ثم طوره الغرب و يستخدم حديثاً كنوع من أنواع العلاج النفسي كما يروجون له

ويزعم قراء التاروت أنه يساعد الشخص فى معرفة كل ما يتعلق بأحواله سواء العاطفية و الإجتماعية و العملية ليس هذا فقط بل معرفة ما سيحدث له فى المستقبل القريب و كأن قارئ التاروت دخل في المشيئة الإلهية و يعلم الغيبيات
و ما يثير الدهشة إدعائهم أن الشخص يمكن أن يتعرف على العقبات التي تواجهه فى حياته و كيفية التغلب عليها و تفاديها من خلال قراءة التاروت الخاصة به

الأسوء من ذلك نجد أن العديد من الرجال و النساء إتخذ قراءة التاروت كحرفة للربح المادى و يمكن الأغرب على الإطلاق عمل دورات إليكترونية مدفوعة الأجر لمن يرغب فى تعلم قراءة أوراق التاروت حتى يصبح أكثر إحترافية
ولا يكتفي قارئ التاروت بالربح المادى عن طريق التحويلات النقدية من القراء على الهاتف ولكنه يطمح بالمزيد عن طريق إنشاء قناة يوتيوب يجمع من خلالها عدد لا بأس به من القراء يتعدى الآلاف بهدف الحصول على أموال أكتر و لكن هذه المرة من إدارة اليوتيوب نفسها و يعتمد هذا الإجراء على زيادة عدد المشاهدات و اللايك و الكومنت كتوثيق لهذه القنوات و لا يقتصر الأمر على اليوتيوب فقط و لكن الشره تجاه المال و الرغبة فى جمع المزيد من الأموال تدفع قارئ التاروت لإنشاء قنوات أخرى على الفيسبوك و التيك توك و إنستجرام و غيرها من مواقع السوشيال ميديا

كما ذكرنا سالفاً أن السبب الرئيسي في ظهور وإنتشار هذه الخرافات هى الموروثات الشعبية الخاطئة التي جعلت هذا الأشياء ذات قداسة و خلط الدين بالأمور الدنيوية و تحت وطأة المرض و الرغبة في الشفاء أو شدة الألم أو طلب الحاجة أو محاولة الخروج من أزمة نفسية أو إجتماعية مثل السيدة التي ترغب فى عودة زوجها إليها بعد أن تزوج بأخرى أو الرغبة في الإنجاب كل هذه الأمور تجعل الإنسان يريد التخلص من هذه المشكلات بأى طريقة و يكون عرضة للإيحاء الذى يجعله يذهب طواعية للمشعوذ أو الدجال

ولتحجيم هذه الخرافات نناشد الدولة بضرورة وجود قنوات للإستنارة و التركيز على مواضيع الدجل و الشعوذة و ترسيخ أحكام العقل و تزويد جرعة التوعية و الحملات التنويرية فى مراكز العلوم والتكنولوجيا فى المدارس و برامج التليفزيون و تفعيل دور رجال الدين ويتحدثون عن ذلك فى خطب الجمعة و تغليظ العقوبات التشريعية على المشعوذ و من يذهب إليه على السواء و يجب أن يكون هناك خط ساخن من وزارة الصحة يعتمد على الإستشارات النفسية المجانية لمن يعاني من مرض نفسي حتى لا يلجأ للمشعوذين مع وضع حلول علمية لحل الخلافات الزوجية و بعض الأمور الجسمانية و المشاكل الصحية للنساء.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: هذه الحقيقة لمن لا يعرفها

عدد المشاهدات = 20 تعلمت من التاريخ وأحكامه أن بلادى مصر كانت عبر سنوات الزمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.