ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي بصفة خاصة والهواتف بصفة عامة في توسيع الفجوة بين العائلات والأسر والأحباب…حيت أصبحنا نرى نذرة الإهتمام بصلة الرحم وغياب شبه تام للحوار بين أفراد العائلة وخاصة داخل التجمعات العائلية حيت يجتمع الأهل في مكان واحد ولا يحدت أحدهم الأخر
كما ساهمت في إيجاد فجوات بين أفراد العائله ووجود شىء من عدم التفاهم وذلك بسبب العزلة المستمرة للأفراد وعدم الرغبة فى التحدث للآخرين ومشاركتهم الآراء .
فهى بحق ليست مواقع للتواصل الإجتماعي إنما مواقع للتباعد الإجتماعي والتفكك الاسري .. حيث زادت من الفرقه و غياب روح الجماعة وافتقدنا معها كل المعانى الإنسانية التى كانت تجمع الأسرة الواحدة
ومما نأسف عليه إدمان الأطفال للهاتف و إذا تم منعهم عنه نجدهم منفعلين عنيفين.
لقد سمي واقع إفتراضي لأنه لا يمت للواقع بصلة فعندما تشاهد منشوراً أو تعليقا يتم فهمه ظاهرياً أو لغوياً لكنك تربطه دون أن تشعر بعدة أشياء منها أخلاقك وسلوكك وتجربتك في الحياة ثم تحكم عليه لذلك قد يكون صاحب المنشور أو التعليق دون المستوى أو صغير السن ولا يعير لكلماته إهتماماً ولكنها قد تكون ذات تأثير كبير في نفوس بعض من يقرأها
إن الإستعمال غير المعقلن وغير المقنن لوسائل التواصل الإجتماعي من شأنه أن يفتح مجالآ واسعاً أمام العديد من أشكال الإنحراف والإدمان المهلك للوقت والصحة للكبار والصغار على السواء وأصبح الفرد أسير لهاتفه لا يفارقه أبداً يضعه تحت وسادته ويكون أول شيء يتصفحه بعد إستيقاظه من نومه فينسج علاقات وهمية مختلفة وهو وسط أسرته يقاطعها وينشغل عنها بل ونلاحظ هذا الإدمان وسط تجمعات العائلة والأصدقاء حيث نتقاسم نفس الغرفة أو المكان كلٌ يجالس هاتفه ناظراً إليه متحدثاً ضاحكاً في معزل عن الآخرين .
من المؤكد أن من يقضي وقت كبير على مواقع التواصل الإجتماعي سببه فقدان الحب والإهتمام من البيت وأصبح كل فرد يخلق لنفسه عالم إفتراضى هرباً من الواقع الذى يعيشه
إن التواصل الإجتماعي إذا استخدمه كل فرد من أفراد الأسرة وقت طويل بلا فائدة قد ينعكس عليه بنتائج سلبية كالتوتر والضغط العصبي والقلق المرضي ويسلب منه فطرته الإنسانية في التعامل مع الاخرين
و لا يختلف أحد حول وجود إرتباط قوي بين إستخدام الإنترنت والإدمان عليه بالعديد من المشكلات النفسية والإجتماعية كالإكتتاب والعزلة و الإغتراب و نقص المهارات الإجتماعية نتيجة إنتشار التواصل الإفتراضي و ضعف المساندة الاجتماعية و عدم التوافق النفسي والإجتماعي كذلك الإنحراف الإجتماعي و الجنسي …
وعلى الرغم من فوائد مواقع التواصل الإجتماعي الكثيرة في قضاء أوقات ممتعة وتبادل معلومات وتسوق وتواصل مع الآخرين إلا أن أغلب الشباب اكتفوا بالجانب السلبي فشغلتهم الألعاب الإلكترونية عن واجباتهم المدرسية والحياتية و إتخذها الكثيرون وسائل للإنحراف والخداع والتعرى وتفككت الكثير من الأسر و هجر الشباب دراساتهم ..
وفى السياق، ذاته إن الإستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوچيا و السوشيال ميديا جعلت الحياة الشخصية لأغلب الأشخاص متاحة للعامة و للعالم أجمع و أصبح إفشاء الأسرار مجرد فضفضة فى منشور أو تغريدة … لقد أقبلنا عليه بنهم وتسابقنا لإظهار مشاعرنا بدون أي حسابات وكشفنا كلً بدوره ما يدور بخلده وكأنها مسابقة وهذا ما أدى إلى وقوعنا بالكثير من الأخطاء
إن المشكلة الأساسية ترجع إلى التربية الأسرية التي لا تعير بالاً وإهتماماً لمراقبة الأبناء وتتبعهم والسهر على تربيتهم ووجدت في الهواتف ملاذا تستريح فيه من عناء ضجيج الأبناء وإسكاتهم … كما أن المسؤولية تقع أيضاً على المجتمع الذي صنع من التافهين والعاهات قدوة بمتابعتهم والتفاعل مع محتوياتهم المنحطة والماجنة
كما أن عدم إعتناء الأسرة بالجانب الديني و الأخلاقي للطفل وإعتباره تحصيل حاصل لما يقع الآن في مجتمعنا من تفشي لظواهر الإنحراف والإدمان بشتى أنواعه والتقليد الأعمى للمجتمع الغربي ظناً منهم أنهم في مسار التقدم والإنفتاح
ومما لا يدعو مجالاً للشك أن الواقع المعاش حالياً أصبح مخيف فلا يكاد بيت يخلو من الهاتف الذكي بمميزات عالية الجودة وإنترنت طوال الوقت …. فإن العواقب ستكون وخيمة إن لم ننتبه وندرك حقاً الخطورة ونسارع جميعاً كلٌ من جهته وحسب موقعه بشتى الطرق العلاجية الممكنة.
ولمعالجة هذا الأمر يجب أن تكون صفحات التواصل الإجتماعي للفائدة العامة وإظهار الأشياء والقضايا المفيدة والحث على الفضائل وحسن الاخلاق ونشر العلم المفيد وخاصة علم الدين والتحذير من الفتن وفضح مصالح العائلات والأسر
من الضرورى أيضاً توجيه الطفل للإستعمال المقنن وجعله ينفتح على المفيد من هذه الوسائل
. كما يستوجب توجيه إنتباه الأطفال والشباب لتوفير الجو الأمن والمناسب لإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي والألعاب الإلكترونية و تجنب الأضرار الناتجة عن إستخدامها المفرط والغير عقلاني بالإضافة إلى ضرورة عقد برامج تدريبية وتوعوية لأثار الإستخدام المفرط لهذه المواقع والألعاب والإهتمام بعقد برامج علاجية لمدمنيها من أجل التخفيف من آثار الإدمان والمشكلات الناجمة عنه وتعويدهم على الإندماج في الحياة الواقعية وزيادة علاقاتهم الإجتماعية الحقيقية …..