أيقنت بعد ان نضجت وزادت خبراتى وتجاربى فى الحياة أن الحصول على مجموع كبير ليس ابدا مقياس للتفوق في الدراسة او فى الحياة العملية بعد ذلك ولا تعكس مستوي الطالب الحقيقي … وهذا المعتقد للأسف الشديد أفرز لنا اسوأ المهنيبن من المهندسين والأطباء والمحاسبين وغيرهم الكثير.
من الضروري أن نعى أن التفوق موجود فى كل المجالات وليست كلية بعينها ولا يوجد فيما يسمى بكليات قمة لكن القمة هى أن تصل فى مجالك للقمة وهذا يحدث بالفعل فى الدول المتحضرة.
يجب أن لا ننسى أن ثورة يوليو أقامت طبقة وسطى كانت العمود الفقرى لمجتمع صحى سليم متعافى فتحت الأبواب أمام التعليم المتوسط الذى أخرج أمهر الصناع فى جميع المجالات وقد لجأ إليه الكثير الذين وجدوا ضالتهم فيه وملأت المصانع بالمهره من عمال دارسين وكانوا جزءاً من الطبقة الوسطى أما الآن فمن لا يحصل على مجموع يذهب للمدارس الخاصة التى لا تعلمهم سوى الأمية حتى أن الشهادة الجامعية أصبحت من أجل التقدم للزواج فى عصر الإنفتاح.
وأصبحت الشهادة الجامعية ورقة لا قيمة لها في الوقت الحالي ويجب علي الطلبة الإتجاه نحو البرمجة أو البيزنس أو الذكاء الإصطناعي.
و بالنظر إلى الدول الخارجية نجد أن كليات القمة ليس عليها إقبال كبير مثلما يحدث هنا لسبب بسيط هو أن العالم تحول إلي الصناعة والتكنولوجيا والإنتاج.
لقد حان الوقت للقضاء على هذه الفزاعة أو ما يسمى بأسطورة كليات القمة و كليات القاع وما ينتج عنه من ضغط على الطالب واستنزافه معنوياً.
فى اعتقادى أن المنظومة التعليمية يجب أن تتغير تغيير جذري خاصةً فيما يتعلق بكليات القمة وما تسببه من ذعر وقلق لدى الطالب إذا لم يحصل على المجموع الذى يؤهله لدخولها وهذا التغيير من شأن وزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء … والأفضل أن يتم إلغاء نظام الثانوية العامة على أن تقوم كل كلية بعمل إختبارات للقبول والدراسة فيها أسوة بالدول الأوروبية.
و بإنتهاء عصر ما يسمونه بكليات القمة حينها نستطيع القول أن جميع التخصصات مهمة وذات قيمة.