الجمعة , 19 أبريل 2024

عادل عبد الستار العيلة يكتب عن: سلاح التردد والسخرية

= 2017

حدثني أحدهم اليوم وكان يتحدث بكثير من الإحباط ويرى أن مصر من الصعب أن تحقق قفزة حقيقية للأمام… فنظرت إليه وابتسمت وقلت له قد حان الوقت لنزع سلاح التردد والتشكيك في قدرة مصر… حان الوقت لتدمير أسلحة السخرية من كل شيء والضحك على كل شيء… وهي الأسلحة التي حولت كافة الأفكار والرؤى إلى ” إفيهات ” و ” نكات ” على صفحات فيس بوك.

إن روسيا كانت نموذجاً كاملا لفشل الدولة… لا أمن ولا طعام… ولا علم ولا تعليم… ولا قوة ولا كرامة… عمل علماء الذرة فيها في معامل العالم بقوت يومهم… تحولت مليون سيدة روسية إلى موجة جديدة من الجواري… وأصبحت الحركة في شوارع موسكو مخاطرة ومُغامرة… ثم أنظروا إلى روسيا الآن إلى أين وصلت وتفوقت.

وهنا أذكر حدثا وموقفا واحدا يعكس السلوك السيئ والمفهوم الخطأ الذي أريد أن أشير إليه وأدعو لتخلص منه… سلوك ومفهوم يخلق الهزيمة النفسية في نفوس الناس وهذا خطر كفيل وحده ان لا يجعلنا نتقدم أبدا إلى الأمام… والحدث الذي أريد أن أذكره وهو حين أطلقنا ” القمر المصري ” – ” إيجيبت سات ” وحدث أن انقطع الاتصال بالقمر ذات يوم جعل من ألسنة الساخرين خنجراً مسموماً في قلوب العلماء والمهندسين الذين وجدوا أنفسهم في مرمى سلاح ” التبكيت ” و ” التنكيت ” كما أسماه وأشار إليه الكاتب الصحفي أحمد المسلماني… على الرغم أن لدينا محاولات رائعة سبقت تجربة ” القمر المصري ” – ” إيجيبت سات”.

ولكن في المقابل انظر ماذا حدث في غانا على سبيل المثال لم نجد أحداً في دولة غانا يصوب نيران السخرية والازدراء تجاه الجامعة التي أطلقت القمر الصناعي الأول… رغم سرقة كافة أوراقه ورسومه من الأرض وخطف القمر نفسه من الهواء!
وإنما أيّد مواطنو غانا البسطاء تجربة جامعتهم وإعلانها إطلاق قمرها المتطور بعد عامين.

إن نماذج أخرى مثل ماليزيا وكوريا وتايوان وأيرلندا والهند والبرازيل إنما هم جميعا نماذج تدل على أن الأمل موجود وأننا لا نحتاج إلى معجزة كي نسترجع قوتنا وتاريخُنا.

فقط علينا أن نؤمن بأنه نعم نستطيع. ونحتاج أن نعمل نحن ابتدائا بحب وإخلاص وتجرد لرفعة هذا البلد وهنا أذكر أمرا قد ذكره الأستاذ المسلماني في إحدى مقالاته كي أوضح واحدا من أسباب النجاح.

يشير المسلماني في مقاله إلى تحقيق صحفي وصفه بالتاريخي للأستاذ وائل السمري يتحدث فيه عن الأستاذ الجامعي عطية عامر الشخص الذي بذل مجهودا جبارا من أجل ترشيح نجيب محفوظ لجائزة نوبل رغم انه لا تربطه اى علاقة لا من قريب ولا من بعيد بنجيب محفوظ، بل لم يكن عطية يعيش فى مصر أساسا… ولكنه بذل هذا الجهد لرفع اسم مصر عاليا ولقد اشترى: “من جيبه الخاص كتب نجيب محفوظ ووزّعها على أعضاء لجنة نوبل، وبنضاله الخاصّ استمرّ عشر سنوات من 1978 إلى 1988 يكافح من أجل رفع اسم مصر عالمياً فواصلَ” ترشيح نجيب محفوظ… حتى فاز بالجائزة “، ولقد تواصل في هذا الطريق الشاقّ مع المسؤولين في القاهرة، ومع السفير المصري في إستوكهولم عمر شرف لفعل أيّ شيء لدعم نجيب محفوظ.

يستحقّ البروفيسور عطية كلّ الاحترام والتقدير، فهو نموذج بات نادراً في التجرُّد والإخلاص، وفي أن يعمل المرء عشر سنوات ويزيد من أجل جائزة يحصدها شخص آخر. إنّه يملك ذلك الخليط المذهل من المعرفة والوطنية والأخلاق… معاً. وهذا ما نحتاجه لاستعادة المكانة والتاريخ وتحقيق التقدم والنجاح.

(حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا)

——————————————-


  • مدرب معتمد للاستشارات الاسرية والزوجية.

شاهد أيضاً

رياح الخماسين.. مركز المناخ: انخفاض الحرارة من اليوم لمنتصف الأسبوع القادم

عدد المشاهدات = 963    قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.