حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كثير من الزوجات تشتكين من انشغال الزوج وهذا الأمر يصبح مزعجا للغاية للزوجة وربما عكر صفو الحياة الزوجية، لذلك هدف هذا المقال هو تحليل هذا الأمر من الرؤية النفسية ورؤية العلاج الزواجي ، وكعادتنا أن نشخص قبل العلاج لذلك علينا أن نحدد أركان المشكلة ابتداء.
أولا… قضية انشغال الزوج وأحيانا انشغال الزوجة لها أركان ثلاثة:
الركن الأول/ الزوج المشغول… الركن الثانى الزوجه الواقع عليها أثر هذا الانشغال… الركن الثالث/ طبيعة الانشغال نفسه… ونقول:
1/ علينا أن ننظر الى الركن الاول من المشكله وهو طبيعة الزوج المشغول وسمات شخصيته، فربما كان إنشغاله لضعف ثقته فى نفسه ويسعى الى هذا الانشغال كى يعالج هذا الامر داخله (هكذا يتصور بعض الناس) وربما كان من هؤلاء الذين ينتمي الى ما يسمى بالفئة (أ) وهم هؤلاء الذين يسعى طول الوقت للكدح والعمل حتى وإن كان غنيا (هكذا هى طبيعته) وكان لزاما أن تكتشف هذا أثناء الخطبة من خلال جلساتهم وحوارتهم ومكالمتهم الهاتفيه، لا أدرى لماذا تنفقون كل هذا فى الغزل والكلام المعسول ولم توجهوا هذا الوقت لأستكشاف الطباع والصفات وحينها أكون على بينه وأقرر هل هذا مناسب لى أم لا؟
2/ الركن الثانى من المشكله وهو طبيعة الزوجه وسمات شخصيتها، فربما كانت شخصيتها حساسه إنتقاديه او شخصية غير راضيه دائما، وهنا ربما كان إتهام الزوج بأنه مشغول عنها نتيجة لسمات شخصيتها وليس لان الزوج مشغولا فعلا، وربما كانت من الشخصيات الانعزالية إجتماعيا لذلك حين يقوم الزوج بعمله ويقوم بالتزماته الاجتماعيه تتهمه بالانشغال عنها وتكون العله هنا فى طبع الزوجة وطبيعه شخصيتها ونشأتها وليس لان الزوج مشغولا فعليا (عوزاه يكون إنعزالى زيها فمجرد ذهابه للشغل او زيارة أسرته او اصدقائه تعتبره إنشغال عنها) وهناك من الزوجات من لا تقوم بواجبتها المنزليه فتكون فى إحتياج دائم لوجود الزوج بجوارها (لانها فاضيه حتى شغل البيت مش بتعمله ولا فارق معها شئ الا الخروج والفسح او مشاهدة التلفزيون فتريد الزوج ايضا يفضلها ويقعد جنبها طول الوقت وتنطلق معه هنا وهناك!!) وكان لزاما عليها أن تقوم بدورها أولا ب الاهتمام بشئون بيتها وأبنائها ثم تنظر بعد ذلك هل الزوج مشغول عنها أم لا؟
3/ علينا أن نقيم الركن الثالث من المشكلة وهو (طبيعة الانشغال نفسه) هل هو مشغول بشئ ينفعنا أم لا ينفعنا، لان المشغول بالعمل لا يقارن ابدا بالمشغول بالانطلاق مع أصدقائه مثلا بحثا عن متعته هو، لذلك علينا أن ننظر الى طبيعة الانشغال ذاته، فإذا كان إنشغاله بالعمل فعلى الزوجه أن تراعى وتقدر هذا، وأن إنشغاله إنما فى حقيقته هو إنشغال من أجلها هى وأبنائها، هذه ليست دعوة أن يهمل الزوج زوجته بحجه الانشغال الدائم فى العمل ولكن رسالتى أن نراعى هذا ونقدره ونحترمه وفى الوقت ذاته نقول للزوج لا تنسى زوجتك والاهتمام بها وسط إنشغالك بعملك يا سيدى فالمرأة فى بنيتها النفسيه تحتاج الى أمورا ربما تراها أنت إنها تافه او ما الى ذلك ولكن بالنسبه لها غايه فى الأهمية فعليك أن تنتبه، فالمرأة قد تغفر لك القسوة والظلم ولكنها لا تغفر لك عدم الاهتمام بها.
ثانيا… هل يجوز للزوج أن يبرر إنشغاله عن زوجته لانه يقوم بأعمال جيدة؟
1/ هنا يجب أن نقيم أثر هذا الانشغال على الطرف الاخر، فبعض الزوجات تعتبر عمل الرجل الزائد مثل ضرتها التى تزاحمها فى زوجها وهذه إشكالية فى طريقه التفكير، ولكن ورغم هذا علينا أن نراعى طبيعة الزوجة وطريقه تفكيرها فنحاول أن نقلل من أثر الانشغال عليها قدر ما نستطيع حتى لا تحدث فجوه ربما لا نستطيع علاجها، وعلي الزوجه أيضا أن لا تبالغ فى شكواها من هذا الامر فالرجل فى النهاية مشغول فى عمله لا فى شئ آخر كما اوضحنا سابقا.
2/ علينا أن نقيم الوقت الذى نقضيه سويا بصرف النظر عن كميته ومدته، فهناك زوج ربما يقضى وقت قصير فى بيته لكنه يكون فعالا جدا فى الوقت الذى يقضيه، فعلى الزوجه أن تنظر الى جودة الوقت لا الى مدته.
ثالثا… نصيحه للزوجه ورساله للزوج:
1/ على الزوجة الذكية أن تستغل الوقت الذى فيه الزوج مشغولا بأن تقوم بأمور تخدم حياتها الزوجيه، مثل أن تهتم برشاقتها والاهتمام بنفسها حتى إذا عاد الزوج كانت له السكن والراحة بعد تعب اليوم كله فيزيد هذا من صلابة العلاقة الزوجية، ويزيد من حبهما لبعضهما، ويرى فيها الزوج الراحة والسكن والدفئ، ربما تسعى لمشاركته بعض الافكار التى تساعده فى عمله إذا كانت عاقلة وحكيمة، واذا كانت لا تفهم فى طبيعة عمله فيكفى أن تشعره بالحب والدفئ فيدفعه هذا الى الاسراع اليها.
2/ رساله الى الزوج… كما قلت فى بداية المقال قد تغفر لك المرأة القسوة والظلم ولكن لن تغفر لك عدم الاهتمام بها، فعليك أن تكون ذكيا أيضا وأن تسعى جاهدا أن توفق من هذا وذاك، فإذا كان عملك له حق عليك فزوجتك لها الف حق عليك، وإذا كانت اصدقائك لهم حق عليك فبيتك له الف حق عليك، وحتى نشاطك الاجتماعى او الدعوى او الثقافى الذى تقوم به مثلا وكان سبب فى إنشغالك فإذا كل هذا له حق عليك فأنا هنا أذكرك بحق زوجتك والواجب الذى عليك أن تقوم به تجاهها وأن تحترم وتدرك طبيعتها الأنثوية وبنيتها النفسية.
حفظ الله اسرنا… حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا
————————-
* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية
