المُتابع لمعظم قنوات الإعلام فى هذه السنوات سيعلم يقيناً وليس ظناً إننا أمام فقاعة إعلامية غير سوية، ومن المعروف أيها السادة أن الوسطية هى الحل المناسب لكل شئ دون إفراط او تفريط ، فلا حرية بمعنى عدم المسئوليه ولا التضييق الذى يصل حد الخناق ، فالحرية المسئولة هى المطلوبة مع الثقة المتبادلة ، فدائما يكون الحق بين باطلين ، وهو الذى ندعو اليه دائما من أجل مُنتج فنى وإعلامى جيد ينفع ولا يضر.
فلابد من إعلام يساعد الناس على أن يعودوا الى مبادئنا وقيمنا ولذلك ندعو كل المؤسسات وعلى رأسها الاعلام والسينما أن يحيوا تلك المبادئ والقيم ، وخصوصاً فى الاعمال الدرامية التى تؤثر بشكل مباشر فى الجميع ، فبدلاً من إنتاج الاعمال التى تصور الخيانة وفساد الأخلاق على إنه أمر عادى وطبيعى نُنتج أعمال أخرى نُحى فيها إحترام الرجل للمرأة ، واحترام المرأة للرجل، واحترام الناس للناس ونحببهم فى حسن الخلق ، فتلك الاخلاق والمبادئ موجودة فى ديننا و تراثنا وتاريخنا، فهم لن يأتوا بجديد فقط إحياء ما هو موجود بالفعل.
إن الاعلام هو أهم أدوات تشكيل وجدان وثقافة الشعوب ، لذلك لابد وأن يتحرك هذا الاعلام وبكل أشكاله بشكل دقيق وبخطة موضوعة ولا يترك هكذا للهو او للغة المال والارقام ، ولذلك مازلت أدعو الى تتدخل الدولة فى إدارة الامر، ولا يُترك هكذا لأهواء كل من لديه مال يُنتج ما يريد بصرف النظر عن المحتوي ، أكرر الدعوة الى تدخل الدولة ولكن كما أشرت فى البداية دون إفراط او تفريط ، فلا حرية غير مسئوله ولا تضييق يصل حد الخناق ، وأدعو أن نخطو خطي الهند فى هذا الامر، فالهند تُنتج أفلاما عن جيشها ما أروعها ، ونحن لدينا جيش ورجال لهم من البطولات ما يكفى السينما لـ 100 عام قادمة، فالجيش لديه الكثير من المشاريع الناجحة الخاصة به، والتى أضافت الى الدولة المصرية، ودعوتى أن يجعل الانتاج أحد تلك المشاريع ، فهو بذلك يحقق هدفين الاول هو إظهار بطولات رجال الجيش وما اكثرها وما أعظمها ، والهدف الثانى هو أخذ زمام المبادرة فى إنتاج أعمال محترمة تحقق ما دعونا إليه فى السطور السابقة.
وأنا علي يقين تام من نجاح تلك الافلام خصوصاً وأن الجيش له رصيد كبير للغاية من المحبة فى نفوس وقلوب كل المصريين ، وأن البطولات التي ستُقَدم بطولات حقيقية وليس نسج خيال .
ايها السادة .. ما أدعو إليه وهو هدف المقال ورسالته أن نعمل جميعاً على إعادة تشكيل وجدان هذا الشعب الطيب بطبعه ولكنه يتعرض لرسائل ضالة ومضلة نتيجة ما يبث له من سموم إعلاميه وقذارة دراميه (الا من رحم الله)، وعلينا أن نتعاون جميعاً كي ننتصر فى معركة الوعي ومعركة إحياء القيم فى نفوسنا.
إن البشر أحيانا يقومون بأعمال لا يدركون مدي خطورتها مثل هذا المزاح الذي اصبح روتين يومي ويتداول بين الناس ( دا فلان نسي موبايله بدون باسورد فى البيت ومراته ها تشوف الموبايل أدعو له ربنا ينجيه!! ).. نكتة بايخة وليس لها طعم وكأن الخيانة أصبحت واقعا ومنهجا من كل الازواج !! وحتي اذا هناك بعض الازواج يفعلون هذا، ألم تقرأوا القول المنسوب لسيدنا عمر رضي الله عنه: “أميتوا الباطل بالسكوت عنه” وهو التحذير من نقل الباطل، وتداول مقالاته، ولو كان هذا النقل في صورة التحذير منه ؛ فإن في نفس التحذير منه إشاعة له، كما لو قال إنسان مغمور كلاما، فلو تُرك، مات قوله، ولم يلتفت إليه أحد، ولو حُذر منه لذاع وانتشر، وحصل مقصود صاحبه من نشره وإشاعته.
لماذا نحاول جاهدين بأن نخلق صورة ذهنية سيئة عند الجميع، وفى تقديري أن هذا كان نتاج إعلام سيئ نشر هذا المفهوم سواء بقصد او بدون قصد ، لذلك آن الاوان أن ننتبه ونتغير .
حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
————————————————————-
* كاتب صحفي … جريدة حياتي اليوم