أستاذي أحمد المسلماني…
بدايةً لابد أن اعترف بفضلك عليّ فلقد كنت أحد الذين شكلوا وجداني وصنعوا ثقافتي، لذلك أردت أن أكتب تلك الرسالة إليك بعد أن أصبحت على رأس التلفزيون المصري، وأنا أعلم جيدأ من أنت، وكيف تفكر، فلقد قرأت كل حرف كتبته فى كتبك، كل هذا دفعني الان أن أرسل برسالتي إليك يا سيدي.
سيدي أنت تعلم كما يعلم الجميع الحال الذى وصل إليه التلفزيون المصري ويكفي فقط الدين الذي عليه ، فضلاً عن ضعف ما يقدمه والذى جعل مشاهدته تصل الى أقل مستوي وربما هناك من لا يشاهده نهائي ، وأعلم أن هذا لن يرضيك لانه لم يرضيك من قبل ، ولذلك كنا جميعاً سعداء للغاية حين أصبحت أنت على رأسه ، وقد بدأت بأمرين رائعين وهو بث قناة النيل على ال FM والاروع إنك أمرت بعدم وجود إعلانات فى محطة القرأن الكريم، وإنطلاقا مما سبق نأمل فى أمرين:
أولاً / سيدي .. إذا تابعت الأفلام الهندية ستجد عددا لا حصر منها يتحدث عن الجيش وما يقوم به، لذلك نأمل أن يُنتج التيلفزيون المصري أفلام بجودة إنتاج عاليه تتحدث عن الجيش وبطولاته التى تكفي لصناعة السينما عشرات السنين، وما شجعني أن أقول هذا رغم علمي بحجم الدين هو ذلك البروتوكول الذي وقعته مؤخرا مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة.
أعلم يا سيدي أنك قادر على الاستفادة من هذا التعاون، وأثق تماماً إنك ستجد حماسا بلا حدود من جانب الشئون المعنوية للقيام بهذا الامر لأن الجيش هو صاحب تلك البطولات، سيدي نحن فى حاجة دائمة لربط وجدان الشعب بجيشه، وهذا ليس عيباً بل هو مطلوب، فلقد تعلمنا منك إنه يجب أن يصبح لدينا فى مصر(موليوود) على غرار هوليوود فى أمريكا وبوليوود فى الهند، وتعلمت منك أن بلادنا قد عانت وتألم شعبنا من سينما البلطجة ومن تلك السينما الزرقاء التى تدور معظم صورها وتتعاقب مشاهدها وسط الأدخنة الزرقاء والعقول الضائعة، وقلت إنه يجب أن يكون المفكرون ومخططو السياسات ورجال الدولة حاضرين فى رسم الخريطة العامة لصناعة السينما من منظور الاقتصاد، وصناعة العقل من منظور السياسة، أعلم يا سيدي أن الامر لن يكون سهلاً ولكن كل ما حدث فى مصر مؤخراً لم يكن سهلاً وقد تحقق بالفعل، وأثق تماماً أن هذا الامر أيضاً سيتحقق.
ثانياً / سيدي .. لن أحدثك عن الضعف الشديد للغاية لأداء القنوات المحلية (قنوات المحافظات)، ولن أخوض فى مناقشة هذا الأمر لانى أعترف إنني لست على دراية كاملة بالابعاد الوطنية لوجود تلك القنوات، فربما هناك سبب جوهري لا أعرفه، ولكني يا سيدي أرجو منك أن نصنع قناة دينية بجودة إنتاج عالية يشرف عليها الازهر وتكون تحت رئاستك فنحن نعاني من غزو الافكار ليل نهار ونحتاج حقاً وبشكل عاجل الى قناة دينية متميزة فى برامجها وأدائها ، وأثق تماماً أنك قادر على هذا بعد توفيق الله عزوجل، فنحن إنتظرناك طويلاً يا سيدي وها أنت قد جئت.
وفقك الله للانتصار فى معركة الوعي التي ظللت تحارب من أجلها كثيراً.
حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
——————————————–
* كاتب صحفي … جريدة حياتي اليوم