—
أزمة كبيرة كانت تعم مراكز غسيل الكلى في كينيا بشكل ملحوظ يوماً بعد يوم بسبب تفاقم عدد المرضى ونقص عدد الأسرّة، فقد كان ينام كل شخصين على سرير واحد حتى يتمكن جميع المصابين بالقصور والفشل الكلوي من الحصول على العلاج المناسب. في تلك الفترة عاين المواطن أحمد الفلاسي هذا الألم عن كثب حينما كانت والدته تعاني تجرع هذا الألم، فلقد شاهد كيف كانت تتألم والدته مع غسيل الكلى الذي يستمر ساعات، فكان يشد على يدها ويهوّن عليها أثناء ساعات الغسل إلى أن فارقت الحياة.
هذه التجربة المؤلمة أعطته حافزاً كبيراً إلى التعمق أكثر في المعلومات الطبية للمرض، فبدأ بتوفير التجهيزات والمعدات الطبية المتطورة لمعالجة عدد كبير من المرضى حتى يصنع الفارق في حياة الكثيرين، ولقد حرص على أن ترافقه زوجته وابنته، ليسهموا في هذا العمل الخيري بمساعدة المرضى، لتجديد جذوة الأمل في نفوسهم الذي جعل ابنته متيقنة تماماً بأهمية العطاء.
إن تربية الأبناء على القيم تُعدّ من أكثر العمليات التي لا بد أن تستند إلى معرفة جيدة بملامح هذه القيم التي يتم غرسها وتعزيزها من قبل الوالدين، والجانب الأهم هو أن يتفق الوالدان على هذه القيم حتى لا يشعر الأبناء باختلاف وجهات النظر بينهما، فيتلاشى أثر التوجيه الإيجابي ويضطرب الأبناء لعدم معرفتهم بالمطلوب تحديداً، فهل هو اتباع ما تقوله الأم، أم ما يفعله الأب. ومن المهم ابتكار المواقف للتذكير بأهمية العطاء وتعزيزها في نفوس الأبناء منذ الصغر.
إن كوننا قدوة لأبنائنا يحتم علينا الانتباه إلى سلوكياتنا وعدم مخالفة أفعالنا لأقوالنا، وبذلك نكون قد تمكنّا من تربية الأبناء وتشجيعهم على أن يحذوا حذو صناع الأمل بفعل الخير في أي مكان وزمان، فيشعروا بروعة العطاء.