الأحد , 16 مارس 2025

“سنوات العمر” … خاطرة بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

= 4864

كبرنا دون أن نشعر

كيف بدت على وجوهنا تلك التغييرات! 

وكيف ترك العمر بصماته علينا هكذا

رغم أن الوقت في نظري مازال واقفاً ثقيلاً لم يمر!!..

كيف تفلتت سنوات العمر من بين أيدينا هكذا بهذا الشكل المخيف!! 

ومازالت هناك طفلة صغيرة تسكن قلبي ومازال طيفها يراود خيالي  ….. 

ربما لم يلفت نظرنا (مرور العمر) بتلك السرعة الجنونية التي مر بها؛ غير تلك الأشياء التي مر عليها الزمن من حولنا، حتى تفاجأنا بحجم التغيير الذى وقع عليها ،، 

وكأننا نشبه راكبا لقطار سريع لم يلمح سرعة القطار إلا من خلال رؤيته لسرعة الأشجار التي يمُر بها ويراها من خلال النافذة..! 

فها نحن  قد وجدنا أثر العمر على الأطفال، 

وعلى الكبار، 

حتى الجماد من البيوتِ والجدران أصبحتْ شقوقها وتصدعاتها  تبدو وكأنها تجاعيدٌ عميقة على وجهِ مُسنٍ عجوزٍ هرِم… 

يبدو أننا رأينا  أثر العمر على كل شيءٍ  سوانا..! 

وكأننا تغافلنا بإرادتنا! 

تغافلنا رغم أنّ شِدةَ الوعي كانت  داءنا الوحيد،، لقد عانينا  من الإدراك ماعانينا..  ولكننا تلك المرة تغافلنا 

تغافلنا بإرادتنا… 

حتى أصبح الإدراك يفرض نفسه علينا في كل شيءٍ وكأنه وحشٌ يهاجم خلوتنا وجلساتنا الهادئة..! 

رأيناه في تصرفاتنا رغماً عنا..

رأيناه عندما أصبحنا نميل للعزلة، ونكتفى بجلسةٍ هادئةٍ بسيطة.. تضم بعض الأشياء المحببة لدينا، ككتابٍ، وزرعةٍ، وفنجانٍ من القهوةِ عديمة السكر،،

أصبحنا نرفض المشاركات والنقاشات بأنواعها حتى أصبح الكلام أثقل شيءٍ على قلوبنا…. 

رأيناه عندما فقدنا الشغف تِجاه أكثر الأشياء،

وأصبحنا نميل للمسالمة ونرفض الجدال العقيم، ونلتزم الصمت إن كانت الأمور تجري على غير هوانا، ونكتفي بمشاهدة الأشياء  عن بعدٍ ولكننا نصمت فقط وننتظر… 

رأيناه عندما أصبحنا نُتَمّم على كل شيء قبل النوم

رأيناه في هرم والدينا،، ضعف آبائنا وأمهاتنا،

رأيناه في أعمار صغارنا  من حولنا ،

رأيناه عندما أصبحنا نرى أفعال صغارنا لا تناسبنا

ونرفضها ولكنهم بعزيمة يصرون عليها…. 

شئنا أم أبينا، 

يبدو أننا فعلاً كبرنا.

شاهد أيضاً

المسجد الأقصى: ارتباط عقائدي ومسؤولية الأمة الإسلامية

عدد المشاهدات = 5099 بقلم د. سهير حسين عمارة المسجد الأقصى ليس مجرد مكان عبادة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.