امرأة ..
امرأة على قدر الحلمِ،
تتسلّق الخرابَ
رويدًا ..
رويدًا .
المقبرة على قاب قوسينِ من فتنتهَا
الأموات يصرخونَ خرابًا..
هم ما اشتهوْا في أزمنة الحياةِ،
سوى إشاحةٍ عجلى ..
و رقصة حياءٍ من طرفهاَ.
هي ما خبرت حينها لعنة الموتى
كان خجل اللغة مرتجفًا..
مواربًا
للحلم ..
للجسد ..
كان الجسد المخمليّ اعتراف الملائكة ،
و هي جوار المقبرة…
مترنّمة :
” يموت من يموت …
يعود المتعبون خجلاً ،
إلى لعنتي..
إلى رائحتي..
أنا رائحة الملائكة ،
أنا وسوسة الرّوح المنمّقة ،
إليَّ تتشكّل المسارب
و الثّناياَ
و روائح الياسمين في الشّارع اللّيلي … “
امرأة …
امرأة تتسلّل إلى عمق الأزمنة ،
و الحلمُ مضاءً كالثّريّا ..
هي لا تدري خجل السؤال
تفتح للعابرينَ صدرها ،
تلثم خجل العراء ..
فتسّاقطُ من ثدي الحياة دررهاَ .
تهاطل ………
عابروا السّبيل،
التّائهون عن حلمٍ،
الجائعون عن تخمةٍ،
المتعبون من سفر ملغى .
…………………
الكلّ …
تواصّوا بمراسم الإرتزاق
كان الصّدر العاري …
مأذنةً للصّمت ،
منارةً للحبِّ.
——————–
* شاعر من تونس.