—
بقلم: هبة سلطان
رواية الدائبان هي باكورة الإنتاج الأدبي للكاتبة جيهان عوض.
دلالات عنوان للرواية
عنوان العمل الفني هو جزء من تفسيره، وفي العمل الأدبي هو دال يبحث عن مدلول.
الدائبان هما الليل والنهار، الشمس والقمر.
الشمس تغرب، القمر يفل، يحل ظلام الليل الداكن
يمحوه ضوء نهار ساطع.
الانطباع الأول للرواية يشعر القارئ بدمج الكاتبة بين حبلي الماضي والحاضر المتمثلين في الدائبان، ينقشع الماضي، ويأتي االحاضر، ويصبح الحاضر ماضي، والكل يدور في فلك معلوم وهو آلة الزمن.
أجواء الرواية
تدور الرواية في رصد أكثر من فترة زمنية، نجحت الكاتبة في كتابة ما يشبه السيرة الذاتية للبطل (فاروق ) الذي اتخذ من الشمس رفيقة دربه ، لم يهاب يوما سطو أشعتها الحارقة، وبين تأريخ الأحداث من جهة أخرى سواء أكانت سياسية أو اجتماعية، ومن جهة أخرى عبد الناصر الذي اتخذ القمر رفيقا له، وقد مات عبد الناصر يعلن ان القمر يافل، سلمى هي النجوم كما ذكرت الكاتبة ذلك في اكثر من موقع في الروايةوكانها الحياة التي تدور بين الشمس والقمر، وطائر النورس الذي دائما ما يحلق معلنا ميلاد يوم جديد.
أسلوب الرواية
استخدمت الكاتبة أسلوب الرمزية فالشمس هي رمز الضياء والنور والعلم، أما القمر فهو الأمل المنشود.
صنعت لنفسها أيضا نمطا كتابيا خاص بها، وإن كانت اللغة المستخدمة معقدة بعض الشئ،إلا أنها آثرت باكورة إنتاجها الأدبي، فيحق للكاتب أن يصنع اسلوب كما يراه مناسبا لفكرة روايته، فوضعت مقدمة لكل فصل من فصول الرواية أرست بهم الفكرة الرئيسية للرواية.
شخصيات الرواية
جاءت شخصيات الرواية متعددة ، وإن تمركزت بعض الشئ علي البطل فاروق، وابنته البطلة سلمي، وكأنها الحياة واستمرارها مهما تباعدت الأماني، والابن عبد الناصر الذي اتخذ من القمر رفيقا ، كلاهما ينبثق من الآخر، والأحلام التي تراود الشخصيات ما هي إلا محاولة للانتصار على ما يحمله الماضي من موروثات سواء سياسية أو اجتماعية، وان اصبحت تابوهات لا يمكن تغييرها، وان كان دائما ختام الأحلام ليس بالشئ الصعب تحقيقه على أرض الواقع، مادامت الحياة مستمرة.
علي الرغم من أن رواية الدائبان هي باكورة إنتاج الكاتبة إلا أنها نجحت إلى حد كبير في الحبكة الدرامية للرواية، وتسلسل الأحداث بين الماضي والحاضر في تعاقب مستمر، الدائبان الشمس والقمر، تعاقب الأجيال.