الثلاثاء , 11 فبراير 2025

د. ميعاد خالد تكتب: هل المريض النفسي يفعل ما يريد؟

= 3534

هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته فعلا أم لا؟!

هذا أول ما يخطر في بالنا حيال مشكلة المرض النفسي.

فهل تختلف أنواع المرض النفسي وتأثيراتها على قدرتنا العقلية؟!

بالطبع نعم، لا يعني أن تعاني من مرض نفسي أنك شخص مجنون أو غير مسؤول عن تصرفاتك، أو يتوقع منك أن تتصرف بغير حكمه.

فهناك بعض الشائعات التي تدور حول المرض النفسي، ومنها أن بعض الناس يعتقدون أن المريض نفسيا مجنون أو يعاني من مس أو سحر.

المرض النفسي مشكلة صحية مثلها مثل الأمراض الجسدية التي قد يعاني منها أي شخص، ولكن تأثيرها يكون على السلوك ومزاج المريض، الذي ينشأ عن حالة من اختلال التفكير، والتي تنعكس بطبيعة الحال على سلوك الفرد، وتؤدي إلى تغيرات حادة في الحالة المزاجية الخاصة به، وذلك على خلاف الأمراض العقلية.

فالأمراض العقلية، حلقة مفرغة من المعتقدات والأفكار التي يدور فيها المريض رغم كونها وهمية، وكذا قد يتعرض المرضى لنوبات من الهلاوس حيث يرون أو يسمعون أشياءً لا وجود لها، ويتمثل الفرق بين المرض العقلي عن المرض النفسي في أن المريض عقليا ينفصل عن واقعه، وقد يصل به الأمر لحالة من الإنهيار الذهاني.

إذا فتحنا باب تبرير الأفعال عبر حالة مرتكبها النفسية، فإننا يمكن أن نصنع ( فلتر) ننتقي من خلاله أي الحوادث يمكننا تبريرها عبر حالة مرتكبها النفسية وخلفيته الحياتية، من أجل إثارة التعاطف معه، فما سقف هذا المبرر؟

هل يصبح الإضطراب النفسي شماعة نعلق عليها أي خطأ؟ هل تصير حالتنا النفسية تذكرة مجانية تزيل عن كواهلنا تحمل مسؤولية أفعالنا وسلوكياتنا؟

هذه الحالة من التعاطف ليست وليدة اليوم، وإنما هي تابعه لسياق ثقافي يهدف إلى رفع الحالة النفسية إلى درجة من القداسة، تجعلها وكأنها المحرك الرئيسي لكل الأفعال، ومن ثم فإن الفعل ذاته لا يمكننا محاسبة فاعله قبل أن (نتفهم) حالته النفسية في وقت الفعل، حتى تصير حالته النفسية عذرا مقبولا لأي سلوك خاطئ قام بإرتكابه.

إذا كان الشخص مدركا لأفعاله، فإن أفعاله الخاطئة لا تعفيه من العقاب، أو على الأقل لا تعد مبررا لتخفيف الجزاء من على عاتقه.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(شماعة التوقعات!)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 15975    بندخل أي علاقة واحنا متوقعين دايما أنها تكمل على خير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.