الأجيال هم زهور الأسر، وينابيع وبساتين الأوطان العامرة بالخيرات التي تبهج القلوب، ولنتمكن من المحافظة عليهم ونضمن ديمومة صلاحهم ونفعهم للأمة لابد من تشجيعهم على الخير، وإشغالهم في الأمور التي تزيد من عطائهم الإيجابي، وتقوي وتزيد الوازع الديني لديهم منذ الصغر، فينشؤوا على حب العطاء والتطوع وتقديم الخير دائماً.
ومن المبادرات المهمة التي تساهم في تعزيز القيم الإسلامية والثقافية في المجتمع، هي التي تتمحور حول توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، التي وجه بها سموه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، بأن يتم إطلاق مبادرة «إمام الفريج» بهدف تأهيل الأبناء لإمامة المصلين، هذه المبادرة الاستثنائية تستقطب أبناء مناطق فرجان دبي من الصغار، ليصبحوا أئمة الفرجان، وتم إطلاق هذه المبادرة بعد النجاح اللافت الذي حظيت به مبادرة «مؤذن الفريج».
بلا أدنى شك، هذه المبادرات لها أثر إيجابي كبير على تطلعات واهتمامات الأجيال من سن 6 وحتى الـ 21 عاماً، والتي تساهم في حبهم للمشاركة المجتمعية لأنها تشعرهم بجمال العطاء والتقرب من الخالق جل في علاه من خلال تحسين التلاوة وحفظ القرآن وإمامة المصلين. وبلا شك هذا الحب ينتج من الوالدين الذين يحرصون كل الحرص على التزام وحرص الأبناء على إقامة الصلاة في أوقاتها في المساجد.
من شب على شيء شاب عليه، فالطفل ذو الـ 6 أعوام حتماً لن يشترك في هذه المبادرة ويعطيها قدراً كبيراً من الاهتمام والأهمية، ويضعها في قمة أولوياته ما لم يرَ مدى أهميتها في المقام الأول عند والديه، كما أنه يلاحظ وبدقة حرص وجدية الوالدين على تشجيعه بحب بأداء جميع الصلوات المفروضة في وقتها في المساجد ابتداءً من المراحل العمرية المبكرة.
————————
* كاتبة إماراتية
ayesha.aljanahi@gmail.com