الطفل صفحة بيضاء في مرحلة الطفولة ويتأثر بشكل سريع بالأمور التي تحدث حوله، فهو لا يعلم ما المقبول وغير المقبول، ولكنه يتعلم عن طريق مراقبة ردة فعل الوالدين وتصرفاتهم وكيفية تعاملهم معه، لذا يعتبر دور الأسرة في غاية الأهمية كونها البوصلة الرئيسية في مرحلة الطفولة التي تحدد تفاعلهم مع أفراد الأسرة والعالم الخارجي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكرِموا أولادَكم وأحسِنوا أدبَهم).
غالباً يهتم الكثير من الآباء برعاية أبنائهم منذ الولادة بتوفير كل ما يحتاجون إليه من خلال الاهتمام بالصحة والمظهر والملبس ليعيشوا حياة كريمة، ولكن قد يغفل بعض أولياء الأمور جانباً مهماً جداً وهو التربية التي تضمن الخلق القويم وتؤثر بشكل مباشر على أفعالهم وتصرفاتهم وتعاملهم مع الآخرين في كل مرحلة عمرية.
السؤال الذي يطرح نفسه، الرعاية أم التربية؟
نلاحظ أحيانا السلوك السيئ لبعض الأطفال في المراحل العمرية المبكرة من خلال التصرف بطريقة غير لائقة واتباع عادات غير سليمة والتلفظ بكلمات سيئة لا تتناسب مع مرحلتهم العمرية، وهذا السلوك يتفاقم بشكل سريع حين يتم التركيز فقط على الرعاية وتهميش دور التربية الذي يؤدي على المدى البعيد إلى تنشئة طفل مدلل يتجاوز كل القيم والمبادئ الأخلاقية لتحقيق الأمور التي يرغب بها، فشعاره دائماً «الغاية تبرر الوسيلة».
لذلك من المهم تعليم الطفل الصواب من الخطأ، ومعالجة أي اضطراب يظهر على سلوكه منذ الصغر حتى لا يتغلغل في داخله ويصبح مرضاً مستمراً يؤثر في مستقبله وفي نفسية جميع الأطفال الذين يتعاملون معه. ولا بد من الاهتمام عند تنمية مهارات الطفل بالذكاء الاجتماعي من خلال تعليمه كيفية التعامل مع الناس بشكل إيجابي والتطوع والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية المختلفة ليترك بصمة إيجابية ويكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً في المجتمع. إذاً الرعاية أم التربية؟ كلاهما مهم.
————————–
* كاتبة من الإمارات.