لا تخلو حياة أي إنسان من الصدف غير المتوقعة، فقد يحدث أن ترى بعض الأشخاص يشبهونك سواء كان في المظهر الخارجي أو الثقافة أو العلم أو حتى في بعض تجارب وخبرات الحياة، فتصبح بالنسبة لك مصادفة أغرب من الخيال لقوة تشابه بعض الصفات والنوايا والكثير من المواقف، وستجزم تباعاً أن هؤلاء الأشخاص مثاليون ورائعون بلا شك، وبإمكانهم حتى ملء الفراغات في حياتك بردم بعض الفجوات.
فتبدأ تذوب الحواجز شيئاً فشيئاً وتتبدل الرسميات إلى مشاعر الود والاحترام ويصبح وجودك بحد ذاته بالنسبة لهم استثنائياً، أو قد يتراءى لك ذلك. لا تصدقوا الكلام الطويل المتناغم خذوا الحقيقة من أفواه المواقف وانتهى.
كان هناك رجل يعمل في مصنع الأسماك، ومن ضمن مهامه اليومية مساعدة زميله على تفقد غرفة التبريد في المصنع ولكن في يوم من الأيام لم يوجد زميله لأعذار واهية فاضطر إلى أن يعمل بمفرده، وحدثت المفاجأة الكبرى وأغلق الباب عليه وهو بالداخل. ولأن وقت عمله كان وقت انصراف الموظفين لم يشعر به أي أحد وهو يصرخ ويستنجد وينادي على زملائه. وبعد 5 ساعات وبينما كان على وشك التجمد دخل أحد رجال أمن المصنع وفتح له الباب وأنقذه من موت محقق.
حينما سألوا رجل الأمن عن كيفية معرفته أن في الثلاجة رجلاً، أجابهم بأنه يعمل على بوابة المصنع منذ 35 سنة، الموظفون يدخلون ويخرجون يومياً من دون أن يلقوا له بالاً، ولكن هذا الرجل كان يستقبله ويودعه بالسلام والابتسامة يومياً. وفي يوم انتظر خروجه وطال انتظاره فأحس بأن مكروهاً قد أصابه ولذا دخل المصنع وعثر عليه بين الحياة والموت في الثلاجة.
خذ الحقيقة من المواقف، المواقف تكشف الناس ولا تحكم على نقاء وشهامة الإنسان من كلماته، بعض الناس مثاليون فقط حين يتحدثون.
———-
* كاتبة إماراتية.