السبت , 27 يوليو 2024

د. راوية حسين تكتب: حضن السراب!

= 3584

 

عندما تَصَدَّر القيظ أجواء المدينة مشعلًا بالأسفلت ظمأه ، منتشيًا بعويل أرصفة الجوع؛
التفت الميادين حول السراب تستعطفه ، وكأنه الغوث ، لا سواه

؛ هنالك تشققت الطرقات تلفًا ، لفظت الأرصفة أحجارها ، احتضارًا،
وما زالت الميادين عاكفة على الطواف حول السراب،

وأبَىَ الغوث في السماء لأَنْ يزور مدينة الأشباح،
فانتفض السؤال يستحلف الحرف ويؤرقه،
أتُراه البوار الحتمي الذي يجلب القفر للمدن؟

أم أن الجهل انشطر من أنفاس الخوف ليعانق النيران سعيا للأمان؟
فبات الموت فينا رضيعا على صدر القهر؟

أتُراها امتطت الظهيرة مُهر الخديعة ؛ حين انحنت له الطُرقات مُرائية؟

أم أنها الشمس اعتادت انكسار أشعتها فوق الأسفلت ليكسوه السراب بلجام الخوف؟

أينتظر النبات قطرة ماء للحياة في باطن الأرض؟
أم أنها الأرض تدس جفاف الماء ؛ لوأد النبات حيا بحِضن السراب؟!

 

شاهد أيضاً

د. سعاد سوّاد تكتب: رسائل تائهة (2)

عدد المشاهدات = 5712  صقيع قلبك قارسٌ جداً يا أبي… إنه يذكرني بأول يومٍ أشرقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.