الأحد , 1 ديسمبر 2024

د. أحلام الدميني تكتب عن: “نسبة المرأة”

= 2518

في نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين بدأ الجميع يتكلم عن دور المرأة ومكانتها في المجتمع، مما جعل العالم يعلن يوما عالميا (للمرأة)، فمن هي المرأة التي يقصدها العالم ليكون لها يوما عالميا؟

والحقيقة أن المرأة كانت ومازالت منذ القدم ملكة -وزيرة –طبيبة – ربة بيت …الخ، قادرة على أن يكون لها دور مميز في المجتمع. لذلك لم يكن المرجع الأول (القرآن الكريم) قد ذكر المرأة عند ظهور الإسلام فقط، وإنما قبل الإسلام وأثناء الإسلام وبعد الإسلام إلى يومنا هذا، مما جعل الكتاب والسنة النبوية كمرجعين ربانيين للبشر، لهما ثوابت وقوانين وأحكام …الخ، يؤسسان ويصنعان منهج متكامل لكيفية دور المرأة في أي زمان ومكان. ومن هنا نجد أن الكثير من الدول العربية والغربية في بداية القرن الواحد والعشرين قد اقتنعت بالتغيير ودور المرأة كمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية.. الخ، مما جعل من دساتير تلك الدول تخصص للمرأة نسية %20-30 %.. الخ أكبر أو أقل كحقوق تحفظ كرامتها وحريتها ودورها في تفعيل دور المجتمع إيجابيا. وهذا كمعيار حقيقي لا يؤسس لأن تكون المرأة هي المرأة التي يقصدها العالم ليكون لها يوما عالميا، لأن المعيار الحقيقي للإنسان رجل أو امرأة هو الكفاءة والإنجاز. فهل أنجزت المرأة اليمنية والعربية والمسلمة انجاز كَون ثقافة المجتمع؟ سنجد أنها في إطار النسبة، وبالتالي إذا أردنا تصحيح تلك المفاهيم لابد للشعوب العربية، أن تقرأ، وإذا قرأت أن تفهم، وإذا فهمت أن تعمل عملا صالحا، وإذا عملت عملا صالحا أن تجعله مستداماً ومتقناً.

لذلك عندما نستعرض حجم أعمال المرأة في تحول المجتمعات إلى الأفضل، سنجده كان نوعيا ومميزا. ومن تلك الأمثلة في التاريخ القديم للحضارة اليمنية، شخصية الملكة بلقيس والملكة أروى اللتان استطاعتا من وضع بصمة قوية كأثار ومنجزات موجودة حتى يومنا هذا، لذلك عندما تتوحد الجهود والامكانيات المختلفة سواء من قبل الدولة أو القطاع الخاص أو غيره أو الجميع لتعود مكانة المرأة بشكلها المطلوب والصحيح والإيجابي، سنجد أن ذلك سينعكس على كل المجتمع كثقافة عامة، بأن يضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا ما يتم عند الدول المتقدمة، خصوصا في الاتحاد الاوروبي والتي استطاعت فيه المرأة، بأن تتقلد مناصبا عليا في الدولة كمستشارة ورئيسة حكومة ووزيرة وقاضية.

لذلك كلما كان هناك نوع من المنافسة الإيجابية التي تهدف لخدمة الوطن (دولة وشعب) من المرأة أو الرجل، سنجد أن كل أيامنا كلها عيد بدون تحديد لمن هو أو هي. لأن الجميع قد وصل إلى مرحلة النضوج المتكامل بأن يحقق ماضيه وحاضره من مفاهيم الإسلام الصافي والنقي، التي جعلت من المسلم العربي في زمانه، يفاخر بعلمه وإنجازه وحضارته ومستقبله من العولمة النافعة والإيجابية المواكبة كلا من الرجل والمرأة في عالمهما المعاصر كما هو دون قيود أو عوائق أو تزييف. لنخرج بمفهوم واحد لا يلغي تاريخنا وحضارتنا ولا يجعلنا عاجزين على تحقيق مستقبلنا.

——————
* كاتبة وشاعرة يمنية

شاهد أيضاً

“لوحة الحياة”…بقلم: ضحى أحمد الباسوسي

عدد المشاهدات = 100 عنها، تلك التي ظنّت أن الجميع سواء، غاب عن بالها أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.