الثلاثاء , 10 ديسمبر 2024

داليا جمال تكتب: لسان القوة.. ولسان العصفور!

= 6760

ليست الإنسانية هى السائدة بين دول العالم.. ولا القوانين ولا حتى الضمير.. لكن ما يحكم العالم هى القوة على مر الزمان والعصور ولسان القوة هو الأعلى صوتا وأكثر وضوحا.. وصرامة وسطوة ، أما لسان العصفور فقد صنع ليكون مكانه فقط طبق شوربة ساخن ولذيذ «لا بيهش ولا بينش».

واليوم وبرغم مظاهر المدنية الحديثة وهيئة الأمم المتحدة وقوانينها ومنظماتها، وبرغم مجلس الأمن وجمعيات حقوق الإنسان، إلا أن كل هذه الهيئات والمؤسسات تقف مكتوفة الأيدى وعاجزة عن أى فعل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة وكأن لاوجود لها لأنها تتحدث «بلسان العصفور»!

بينما العالم بأكمله يعلم نية اسرائيل لارتكاب اكبر مذبحة على مر التاريخ بإقتحام برى لمدينة رفح الفلسطينية التى يتكدس بها أكثر من مليون ونصف نسمه كلهم عزل لا يمتلكون سلاحا للدفاع عن انفسهم، بل إنهم لا يملكون حتى سبل البقاء على قيد الحياة من مأكل ومشرب!

قبل ذلك كنت أتعجب عندما أقرأ فى كتب التاريخ عن المذابح البشعة والمجازر التى ارتكبت فى حق شعوب عزل، وراح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وكيف سمح قادة وكيانات العالم وقتها بحدوثها.. وما كنت أتخيل أن تحدث فى أيامنا هذه بعد ما وصلنا إليه من مدنية حديثة.. ولكن من الواضح أن انسانيتنا وضميرنا لم يتطور بنفس القدر!

اين منظمات حقوق الانسان العالمية التى تقيم الدنيا ولا تقعدها عند قمع مظاهرة هنا أو هناك بها عشرات المتظاهرين.. من جرائم الكيان الصهيونى؟ العالم يقف متفرجا وهو يعد لجريمة ستكون وصمة عار على مر الزمان.

إن بعض التظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية والتنديد على استحياء من حكومات الدول الاوربيية والآسيوية والأفريقية لن تمنع اسرائيل من ارتكاب فعلها الإجرامى بالهجوم على رفح. وقد اتضح جليا أن القوة هى من تحكم العالم وتفرض إرادتها سواء بالحق او بالباطل، والعالم يعرف من القوة التى تقف خلف الكيان وتدعمه.

لذا علينا أن نحمد الله على نعمة الجيش المصرى القوى ورجاله، درع الأمان القادر على أن يجنبنا أطماع الطامعين، وكان الله فى عون إخواننا فى فلسطين من قسوة عدوهم الظالم.. وخذلان الأشقاء فى زمن يرتع بالظلم وفى ظل عالم يصدعنا بمجالس وهيئات وشعارات.. هى والعدم سواء.

—————————–
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: بعد سقوط سوريا.. الشرق الأوسط إلى أين؟

عدد المشاهدات = 966 بعد ما حدث في سوريا وسقوط مدنها واحدة تلو الأخرى، حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.