حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
حالة من الذهول انتابتني وانا أري بعيني وأسمع بأذني فيديو لأحد الشيوخ المودرن والمعروف بإثارته الدائمة للجدل بموضوعاته المختاره لهذا الهدف ، حيث فوجئت به يقول أن الرق ليس جريمة!! أي ان امتلاك العبيد وجلبهم وسلب حرية إنسان ليست جربمه وليست مكروهه !! والأدهي والأمر انه يقول أن العبوديه فيها منافع من وجهة نظر جنابه!!
لا أتخيل أننا في هذه الحقبه الزمنيه من تاريخ الحصاره والبشريه ، وبعدما حارب الإسلام تجارة الرقيق وكان شراء العبيد واعتاقهم ومنحهم حريتهم من أكبر الأعمال الطيبه التي بتقرب بها العبد من ربه في صدر الإسلام ، وعلمونا في المدارس وفي كتب السيرة كيف أنفق ابوبكر الصديق رضي الله عنه امواله في شراء الرقيق من مواليهم ليعتقهم لوجه الله وبعد هذا التاريخ بأكثر من الف ومائتي عام أصبحت مفخرة أمريكا وأهلها هي حربهم ضد تجارة العبيد ونظام الرق والعبوديه الذي انتهجه الغرب قديما ضد أبناء إفريقيا ، بعد حرب ضروس توحدت علي أثرها كل ولايات أمريكا لتصبح الولايات المتحده الامريكيه بلد الحريات ، ورغم كل ما سبق من احداث يطول شرحها وتاريخ يشهد عليه العالم , يخرج علينا مثل هذا الداعيه ليقول أن الرق ليس مكروه!!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين دور مشيخة الازهر من الرد علي مثل هذه الأقاويل التي لا يراد من وراءها خيرا!!
وماهو الداعي لإثارة مثل هذه القضايا العجيبه التي كانت عادة وثنيه انتهت منذ مئات السنين!
وماهو الهدف من إعادة فتح هذه الأحاديث التي لم تعد تناسب عصرنا !! والتي لا ينتج عنها الا تشويه صورة الاسلام والمسلمين ، لأن حديث مثل هذا الداعيه لا بفسر الا أنه دعوه للعوده الي زمن الرقيق ، ومنح إشارة خضراء لعصابات الإتجار بالبشر ، مما يهدد بارتفاع نسبة جرائم خطف الأطفال والقصر ، لبيعهم وشرائهم ليصبحوا عبيدا ، بدعوي انها تجارة حلال بناء علي فتوي ‘شبخ الغفله “!
والسؤال الأكثر إلحاحا ..لماذا الصمت علي فتاوي هذا الداعيه وغيره من مثيري الجدل بفتاوي غريبه وشاذه لا يقبلها عقل ولا دين ، ولماذا يسمح لهم بالظهور في وسائل الاعلام او بالفتوي علي صفحات التواصل واليوتيوب ، ولماذا لا نسمع عن إيقاف مثل هؤلاء المتفننين في اثارة الفتن ، والإساءة الي الدين الإسلامي بلا رادع او موقف حاسم يوقف هذه المهزله ويقول لهم اصمتوا الي الأبد !!
—————————————
* مدير تحرير أخبار اليوم..والمقال نقلا عن موقع “فيتو” بالتنسيق مع الكاتبة.
