الخميس , 25 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: بوووم….. بوووم!

= 2071

 

في تمام الساعة الحادية عشر والنصف تقريبا ظهر الأربعاء الماضي انتفض سكان القاهره وضواحيها فجأة..أثر سماعهم دوي إنفجار قوي، كان الصوت قويا لدرجة أنني قلت لنفسي ده أكيد صاروخ تايه من حرب أوكرانيا وشرف عندنا!

وخلال دقائق معدودة لم تتوقف أجراس الهاتف المحمول وتليفون المنزل عن الرنين والمكالمات..كل الناس بتتصل تسأل بفزع هو في إيه!! وإيه صوت الانفجار ده !!

فتحت الفيسبوك بحثا عن إجابه للسؤال الذي فرض نفسه ، لأجد كل الناس بتسأل عن (الانفجار) لأن الناس أسمته انفجار خلاص!

سكان المعادي يقولوا عندنا .. وناس تقول لأ ده في وسط البلد ، وناس تقول في زايد وأكتوبر!

وظل الناس في حالة قلق ما بين الخوف علي ذويهم خارج البيوت، وبين الفضول ومحاولات البحث عن سبب هذا الصوت المدوي، وهووب.

أعلنت جهة أمنية في وزارة الداخلية أنه لم يحدث أي صوت! وتقصد عدم وقوع انفجار ناتج عن عمل تخريبي أو حادث) لأنه لم تصل اليهم بالطبع أية بلاغات.

والمواطنين بيقولوا يعني نكدب وداننا !!

إلى أن تمطع معهد البحوث الفلكية والزلازل ونشر علي صفحته الرسمية بيانا يكشف سر الصوت الشبيه بالإنفجار بأنه ناتج عن وقوع هزة أرضية بقوة ٢ ريختر، وأن خلخلة الهواء قد سببت الفرقعة المدوية .. وبرغم ان الكلام مايدخلش الدماغ! لكن الناس أقنعت نفسها به لأنه صادر عن جهه رسمية في الدولة.

وكلها دقايق ..وهوووب… تم حذف البيان من صفحة المعهد واعتذر عنه بحوث الزلازل!!

وهنا ضرب الناس أخماسا في أسداس وبلغ الاستغراب والفضول مبلغه، وكبرت في دماغهم أنه لازما ولابد يعرفوا السبب وأصبح هذا الصوت حديث الساعة.

وأخيرا تم اعلان ان الصوت المدوي كان بسبب اعمال إنشاء القطار السريع .. وبس كده .. لكن تعرف المكان فين .. ماتعرفش! أعمال إيه دي اللي ينتج عنها فرقعه رجت القاهره الكبري؟

مالكش دعوة ! إنت تتخض وانت ساكت.

وكمان عادي أنه تطلع لك بعد كده جهة واتنين وتلاته “تبرر” وانت كمواطن لازم تصدقهم كلهم!! هو انت هتعرف اكتر من الحكومة!!

صحيح أن هذه الواقعة لم تحدث أضرارا أو خسائر بشرية أو مادية علي حد علمنا .. لكنها أظهرت أنه علي الرغم ان لدينا إدارة محترفة للكشف عن المفرقعات .. إلا أننا في حاجة أيضا إلى إدارة تانية للكشف عن (أصوات الفرقعات) لأنه عيب بصراحة إن المواطنين ومعاهم الجهات المسئولة يفضلوا يلفوا حوالين نفسهم أول ما يسمعوا صوت بيعمل بوووم!

وكل جهة تطلع بيان ضد بيان اختها الجهة التانية…وفي النهاية ماحدش فينا عرف الحقيقة فين، وكل فرقعة واحنا طيبين.

—————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3486 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.