الثلاثاء , 23 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: الوزير الذي قال “حقك علينا”!

= 4845

 

منذ عهد الوزير المحترم ماهر بك أباظة وزير الكهرباء والطاقة الأسبق، والذي حكي لي ذات يوم أن مواطنا اتصل علي هاتف منزله الساعة الثانية بعد منتصف الليل يشكو له انقطاع الكهرباء في بيته منذ ساعات!

ورغم استيقاظ الوزير من النوم وانزعاجه برنين الهاتف إلا أنه اعتذر للمواطن وقام بحل المشكلة بنفسه إلى أن عادت الكهرباء لمنزل المواطن.

ومنذ ذلك الحين لم يحدث أن قرأنا أو سمعنا عن اتصال وزير في كرسي الوزارة بمواطن، إلا مرة واحدة في السنة، تحدث بشكل روتيني وفي حاله واحدة فقط لا غير، وهي اتصال وزير التربية والتعليم بالطالب الأول في الثانوية العامة على الجمهورية لتهنئته!

أما أنه ييجي اليوم اللي أسمع فيه أن هناك وزيرا للطيران اتصل بمواطن اشتكى من تلف حقيبته في رحلة تابعه للشركة الوطنية، وان معالي الوزير اتصل ليعتذر لهذا المواطن، ويؤكد له حقه في التعويض، قلت: أهو ده اللي مش ممكن أبدا… ولا أفكر فيه أبدا أبدا!

هذا حرفيا ما فعله وزير الطيران المدني الفريق محمد عباس حلمي، مما دفع صاحب الحقيبة التالفة لنشر القصة وما حدث من معالي الوزير على وسائل التواصل الاجتماعي، “من فرحته طبعا”.

ولخبرتي الصحفية الطويلة في التعامل مع الوزراء لم أستغرب هذا التصرف الأنيق من معالي الوزير، قائد القوات الجوية السابق، فالقصة ليست مجرد اتصال تليفوني من وزير لمواطن، لكنها مؤشر قوي لمرحلة جديدة لاحترام الراكب والاعتراف بحقه، تبشر بالخير. خاصة وأن معالي الوزير محمد عباس… هو أول وزير يقول لمواطن: حقك علينا.

دون أن يؤكد في الإعلام أن تلف حقيبة الراكب هو حدث يصب في مصلحة المواطن، ولكن المواطن مش فاهم مصلحته كويس!

أو أن يبرر تلف الحقيبة بأنه أمر عادي وارد الحدوث في كل مطارات العالم وشركات الطيران، ويخرج علينا برسم بياني يوضح أننا من أقل دول العالم في إتلاف حقائب الركاب القادمين على رحلات شركاتنا!

أو أنه مثلا مثلا… اللي مش عاجبه طيراتنا… يروح يسافر على ظهر جمل أو يركب ميكروباص القاهرة أمريكا!
فتحية واجبه لهذا الوزير… المحترم.
——————————————
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 1363 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.