الجمعة , 29 مارس 2024

داليا جمال تكتب: الناس على دين أفلامهم!

= 5697

لم يكن الفنان الكبير عادل إمام يدرك وهو يقدم لنا شخصية ممدوح الموظف الغلبان فى فيلم «زوج تحت الطلب» أنه سيكون سببا فى ترسيخ فكرة خاطئة عن الزواج والطلاق وفقا للشريعة الإسلامية!

ولأن الناس على دين أفلامهم فقد اقتنع الجمهور من خلال دوره فى الفيلم «كمحلل» بأنه يجوز لأى رجل طلق زوجته ثلاث مرات أن يستأجر شخصا بمعرفته ليتزوج مطلقته على الورق، ويقوم بتطليقها فى اليوم التالى ويأخذ أجرته، وبذلك يتمكن زوجها السابق أو مطلقها من إعادتها لعصمته مرة اخرى بعقد جديد!!

وطبعا لأن الدراما أشبه بطلقة الرصاص التى تصيب الهدف مباشرة، فقد اعتقد الناس ان المحلل هو مهنة للتربح .. وكله بالحلال!!

فاتخذها العاطلون وسيلة لكسب المال بدون تعب، كما اعتقد الأزواج أنهم بحفنة من الجنيهات يمكنهم استعادة زوجاتهم بعد الطلاق ٣ مرات، بالتحايل على الشرع، لأن الدراما التى يستقى منها الناس أغلب مفاهيم حياتهم، لم تهتم بتقديم حقيقة أن الدين لا يعرف مهنة المحلل، وأن عودة الزوجة لعصمة طليقها بعد عقد قرانها على شخص تم الاتفاق معه على زواجه منها على الورق هو.. حرام.

وأن الصحيح ان الزوجة تتزوج بعد طلاقها برجل جديد بعد استيفائها لمدة العدة الشرعية، وان يكون زواجا بهدف إقامة حياة زوجية كاملة بين الزوجين وبدون مدة محددة، وبدون اتفاق مسبق على الطلاق، ولكن الدراما خلطت الأمور والأوراق وأفسدت تفكير الناس بمغالطات ما أنزل الله بها من سلطان.

وبالعقل كده..

يعمل إيه المواطن البسيط الذى لم يقرأ فى حياته كتابا واحدا، ولم يعرف من دينه شيئا إلا الصلاة وصيام رمضان فقط لا غير، أو يعمل إيه الشاب الذى لم يجلس يوما فى حضرة رجل دين إلا مع الشيخ المأذون يوم كتب كتاب أخته!! لأن دور رجل الدين الحقيقى فى توعية الناس بأمور دينهم فى حياتهم العادية…قد تقلص واندثر!

ومن أين يفهم الناس أن المحلل بتاع الأستاذ عادل إمام هو عيب وحرام!! طالما أن أصحاب الفتاوى مشغولون بالترند، وإصدار فتاوى إرضاع الكبير، وتقبيل الخطيب لخطيبته بغرض الصلح!!

والتدخل فى كل شيئ إلا فى تأدية دورهم فى توعية الناس بأصول الدين!!

————–
* مدير تحرير أخبار اليوم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7100 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.