قال تعالى: (لَقَدْ خَلقْنا الْإنْسانَ في كَبَدٍ) صدق الله العظيم
كَبَد= عناء مستمر
يعيش المرءُ عمره باحثا عن كمالٍ لا وجودَ له؛؛
فهي دارُ نقصٍ لم تكتمل أبداً لأحدٍ؛ ولو اكتملت يوماً لا تدُوم كثيراً
فسرعان ماتعود لأصلها وهو النقص…
فهي دنيا مُنغّصةٌ مُنغّصٌ مافيها…
………
لتتعافى يا صاحبي ،تأكد أن تلك الصورة المثالية التي تبحث عنها بشغف ليس لها وجود إلا من نسج خيالك فقط، وأنّ مشاهد الحياة ليست مثالية على الإطلاق،
وأنّ الصورة لاتظل ثابتة حتى تلقى القطعة الناقصة التي تبحث عنها ليكتمل في مخيلتك جمال المشهد وروعته الذي يحاصر أحلامك…
وتأكد أيضاً أنك عندما تلقاها ستجد أنّ الصورة قد اهتزت ولم يعد هناك شيئا باقيا من جمالها،، أو أن المشهد قد فقد جزءا من جماله من زاويةٍ أخرى ….وتظل باقى العمر في دوامة البحث عن جمال المشهد الذي لم ولن يكتمل..
فاستسلم لنقص الحياة وكدرها
واقبل كل شيء كما هو …. وارض بما قُسُم لك منها أو استرضِ نفسك،، فالمحصلة فى النهاية واحدة ..
فحين نتأمل نجد أننا منذ أن خُلقنا ونحن نسلك طريقاً نصارع فيه الحياة فقط لنصل إلى الموت بشكلٍ آمِن..
فقم ياصاحبي وتيقّن أن
المستراح في الجنة وليس هنا..
( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ )
أي مُتَلذِّذُون به..
أما هنا فَ
(يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا…..)
جئت تعمل كادحا لتتخلص من طين الجسد؛ حتى ترقى إلى علياء السماء وعزها ونورية الروح وشفافيتها؛ فيمس شغاف القلب شعاع من نور الله فيهدأ ويبرأ.