خذ قرارك الآن أن تحيا سعيد مطمئن مرتاح البال فالذى خلقك هو الله الرحمن الرحيم فهو سبحانه أرحم علينا من أمهاتنا أو كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها ) ويقصد الأم بولدها. ( وأنّ لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين خلقه في الدنيا و أخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ).
ومن واقع الحياة أن الإنسان يمكنه أن يحيا فى هذه الدنيا بلا أب أو أم ولكنه لا يكون شىء دون رحمة الله جل وعلا . فكن على يقين أن رب الناس الذى خلقك أيها الإنسان خلقك لا ليشقيك وإنما على قدر العزم تأتى العزائم . قال تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) بمعنى أن الله لا يطالب عباده ولا يحملهم ما لا يدخل تحت طاقتهم أو يشق عليهم مشقة كبيرة وإنما خفف الله على عباده في هذه الشريعة فمن فعل خيرًا جازاه الله به ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) وأيضاً جناياته تكون عليه يتحملها ويتحمل تبعات جرائرها .
وفى دعوة للتسليم والرضا بقضاء الله تعالى قال إمام الدعاه فضيله الشيخ محمد متولي الشعراوي ( يا رب لا كرب وأنت رب ) .
وتستطيع أن تعرف عند الله مقامك فأنظر فيما أقامك . ولكن لا تحسب نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات فتصاب نفسك بالغرور بل أعلم أنك عبد أحبك الله فلا تفرط بهذه المحبة فتشقى .
فأنظر لنفسك جيداً وراجع حساباتك فيما تقول وتفعل وتعمل لأن كل ذلك سيشكلون ما أنت عليه الأن .
وتذكر أنك هنا تعيش على بقعة من مكان فى ملكوت الله تعالى فخذ قرارك أن تحيا مطمئن مرتاح البال ولن يأخذ رزقك أحد فقم بسعيك سواء فى العلم أو العمل وعلى قدر جهدك سيكون مكانك وأعلم أنها أقدار وتوفيق من الله جل وعلا فما عليك إلا السعى وعلى الله الأجر والثواب. ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) أي : كما لا يحمل عليه وزر غيره كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
فكن سعيد لأنك فى معية الله تعالى تؤجر على الصبر فى المصيبة وعلى الحمد فى النعمة . قال رسول الله ﷺ: ( عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ ).
فيا أيها الإنسان خذ قرارك الآن فكن سعيد لتسعد أما إذا كان خيارك الحزن ستشقى ولن يتغير من أمرك شىء إلا بقدر ما أراده الله لك فخذ من التسليم لأوامر الله وقضائه عليك معبراً تمر عليه إلى بر الإيمان بقضاء الله وقدره حينها ستجد السلام النفسى فى دنياك فتسعد وبمقعدك فى الجنة ستفوز .. وكل ذلك بمشيئة الله وقدره .
———————————————————–
كاتبة ومحاضرة فى التنمية المهنية وتطوير الذات