السبت , 27 يوليو 2024

حديث المساء:براءة أيام الطفولة

= 4841

يكتبه: عبد الناصر عبد العزيز

أيام الطفولة.. امتزجت فيها البراءة بالتمرد والشقاوة فكم كانت تغلب شقاوتنا براءتنا …كنا نعشق الغلط…بفطرتنا سبحان الله…وخصوصا اذا اجتمعنا سويا.بعد لعب الأستغماية!!..

تطفو على سطح حديثنا كل الأفكار البشعة…فيفاجأنا أحدنا قائلا…ايه رأيكم النهاردة نقلى درة!!!

وفورا نبدأ فى التنفيذ مجموعة تجمع الخشب وده طبعا بيكون غالبا سقف ذريبة بهايم فى الغيط!!! ومجموعة اخرى تسرق الدرة وحظه اسود اللى يكون نصيبة ناخد من الغيط بتاعه بنكسر على الأقل شقة اوشقتين!!!

والمجموعة الاخيرة تكلف بالقلى …وبيكون المكان فى وسط قناية قطن خارج الكتلة السكنية تماما ولابد ان يكون ذلك اخر الليل وقبل الفجر…ونولع النار بصعوبة بالغة تشتعل ونلقي الكيزان وبسرعة نهف عليها والفرقعة تقلب الدنيا !!!

ولكننا خارج العالم فى غمرة الطفولة وغيبوبة الصبا وحلاوة اللامسئولية!!!

وبعد ان نشبع نطفئ النار…. مع شقشقة النهار…ونروح الجامع نصلى الفجر.!!!!…

ومع طلوع النهار تتردد الأخبار..ويتم التحرى والبحث عن تلك العصابة الخطيرة اللى هدمت الزريبة وسرقت الذرة!!! ويتهامس الناس بالانباء ولكن لن يصلوا لنتيجة فنحن لصوص محترفين ولم نترك أثر!!!

سبحان الله أتذكر تلك الصحبة من اللصوص الطيبين فأرى منهم الطبيب والضابط والمهندس والفلاح وجميعهم على مسافة واحدة من الحب…..وكلما قابلت أحدهم اذكره بأيام الإجرام البريئة..فينفجر ضحكا…ويحتضننى..ويقول يا اخى انت ما بتنساش حاجه ابدا!!!

كانت أيام تائهة مسروقة من الزمن ليس فيها الا اللهو والعبث واللامسئولية…

اللهم اغفر لنا ماكان فيها من أخطاء يارب…وأجعل كل ثمرة أخذناها من صاحبها دون رضاه صدقة له كما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف…وتقبل يارب صدقاتنا استبراء وتوبة منا لوجهك الكريم عما كان منا فى طفولتنا وصبانا يارب العالمين.

طاب مساؤكم.

شاهد أيضاً

ضحى أحمد الباسوسي تكتب: صوت غير مسموع!

عدد المشاهدات = 4839 كانت تجلس في زاوية الغرفة، حيث الأشباح تتراقص حولها في صمت، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.