جميعهم أغراب إلى أن يثبت العكس.
يظل كل شيء جميلا من الظاهر
إلى أن تقترب منه وتتضح معالمه. قد يزداد جمالا وبهاء؛ وقد تظهر مساوئه؛ لذلك إن أردت أن تحتفظ بكل شيء فدع بينك وبينه مسافة كافية؛ حتى يظل بعيدا عنك؛ وحينها تكتفى بما ظهر لك منه فقط؛ وإن أردت أن تنتقي فاقترب حتى تهجر الجميع عن اقتناع تام.
وربما يقتلك يوما من كنت تظن أنه الحياة؛ وقد يهبك الحياة يوما من كنت تظن أنه قاتلك؛ ويدعمك من كنت تظن أنه سيحطمك… ويحطمك من كنت تظن أنه سيدعمك… فما هي إلا أوقاات تمر علي فتراات… لتكشف لنا خبايا النفوس… ربما يخذلنا البعض؛ ويمنحنا البعض قوة وإرادة وصلابة…
قد نخدع بمعسول الكلام. وقد نفيق بمرير الملام وتراكم الآلام وتكرار الخذلان… هكذا نحن نعيش ونسير إلى أن نصطدم بمطبات الزمان. فنقف قليلا لنهدأ ونفكر وعندها ننظر للأشياء -من جديد- بنظرة مختلفة.
تفتح لنا شعاعا من النور لينير لنا طرق الفهم والإدراك مرة أخرى… إياكم والظن الكاذب؛ والانبهار الذي يطفئ نور البصيرة؛ والأمل الزائف الذي يعمي صاحبه…
اعلم جيدا أن من حطمت حصون خوفك لأجلهم. وتحررت من قيودك وتخليت عن بعض مبادئ رسخت بداخلك متمسكا بهم… لن يصفقوا لك يوما… فعندما تشتد الرياح لن يساندوك… سيكتفون بأنفسهم فقط؛ ويرحلون في صمت وهدوء… وتعود أنت في طريقك -بمفردك- ولكنك تحمل خيبتين.. خيبتك في فقدك لنفسك وخيبة الخذلان.