“دراغون أويل” تتطلع إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة
دعت تركمانستان الشركات الأجنبية إلى الانخراط بنشاط في الأنشطة الاستثمارية لتنفيذ مشاريع في قطاع النفط والغاز في تركمانستان، وقال غوفانش أغجانوف رئيس مجلس إدارة شركة “تركمنيبيت” التركمانية: تم تهيئة جميع المتطلبات والشروط القانونية اللازمة لمزاولة أعمال النفط في تركمانستان، فيما تركزت مناقشات اليوم الأخير من اعمال المنتدى الدولي لجذب الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة التركمانية حول الفرص الاستثمارية التي تتوفر عليها تركمانستان خاصةً في منطقة بحر قزوين في ظل القوانين الاستثمارية الجذابة التي سنتها الحكومية التركمانية والميزات الاقتصادية الممنوحة للشركات الأجنبية الراغبة في دخول السوق التركمانية.
وأوضح المشاركين خلال الجلسات المختلفة، أن السوق التركمانية ما تزال تتوفر على فرص هامة للاستثمار في قطاع النفط والغاز والطاقات المتجددة خاصةً وأن العالم بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات في الاستكشافات النفطية والغازية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل مع ارتفاع أعداد السكان حول العالم.
وقال غوفانش أغجانوف رئيس مجلس إدارة شركة “تركمنيبيت”، “بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي، وسياسة “الأبواب المفتوحة” في البلاد، تم تهيئة جميع الظروف اللازمة لضمان مناخ استثماري ملائم لتنفيذ مشاريع النفط والغاز، حيث تعتبر تركمانستان أكبر لاعب في سوق النفط والغاز في المنطقة وآسيا، ويبلغ إجمالي الموارد الهيدروكربونية للقطاع التركماني من بحر قزوين 18.2 مليار طن من المكافئ النفطي”.
وأضاف غوفانش “اليوم، الدور الرئيسي في صناعة النفط يعود لبلادنا فهي الجهة المنوط بها تطوير هذه الصناعة، وتنفيذ سياسة موحدة في مجال إنتاج النفط وتكريره، إنتاج منتجات بتروكيماوية جديدة وتسويقها في السوق المحلي وتصديرها للخارج”.
وأوضح، أن شركة “تركمنيبيت” التي تعود ملكيتها للحكومة تدير إنتاج ونقل ومعالجة النفط والغاز المتكثف، وهي المالك والمستخدم للمنتجات النهائية لتكرير النفط والغاز، وتتصرف فيها حسب وضعها.
وأشار المتحدث إلى أن النشاط الرئيسي للشركة يتركز في غرب تركمانستان حاليًا، إذ توجد الأصول النفطية في أكثر من 30 حقلاً، وهي في مراحل مختلفة من التطوير. كما يبلغ عدد آبار النفط والغاز العاملة أكثر من 2300 وحدة، لافتاً إلى أن من سمات حقول النفط والغاز في غرب تركمانستان وجود عيوب تكتونية وهيكل متعدد الطبقات، والذي يضم ما يصل إلى عشرات الرواسب الفردية وهو ما يتطلب بذل جهود كبيرة لتطوير كل مجال باستخدام التقنيات المبتكرة الحديثة.
وتطرق غوفانش إلى جودة حقول الغاز والنفط التركمانية مما يسهم في زيادة الانتاج ووجودة المنتجات التركمانية مع انخفاض تكلفة الاستخراج، لافتاً إلى أن تحديث وسائل الانتاج واستخدام التكنولوجيات الحديثة والمعدات عالية الكفاءة يزيد من قدرة الحقول، حيث يصل عمق البئر النفطي إلى 7000 متر، مبيناً أن هذا سلامة وقوة النهج الذي اتبعته الشركة التركمانية بالتعاون مع شركات أمريكية ذات سمعة عالمية كما هو الحال مع شركة يو بي اس وسينوبتيك الصينية.
وبحسب غوفانش فإن شركته تعتزم زيادة التعاون مع الشركات الأجنبية والشركاء الدوليين المستعدين لتقديم طرق جديدة واعدة للغاية للاستكشاف الجيولوجي، والتقنيات المتقدمة في مجال حفر الآبار الأفقية، وتطوير الرواسب مع ظروف التعدين والظروف الجيولوجية الصعبة.
وتناول غوفانش الجانب التشريعي في تركمانستان المتعلق بالتنقيب عن الموارد الهيدروكربونية وإنتاجها ومعالجتها الذي يهدف إلى ضمان الاستخدام الرشيد للموارد الهيدروكربونية والحفاظ على الموارد الطبيعية لتركمانستان للأجيال القادمة.
وتابع يعمل هذا القانون كضمان إضافي وأداة قانونية وتنظيمية قوية لجذب رأس مال أجنبي كبير إلى البلاد، وبالتالي يخلق شروطًا أساسية للتنمية الفعالة للموارد الهيدروكربونية الهائلة في البلاد.
ومن جانبه كشف علي راشد الجروان الرئيس التنفيذي لشركة دراجون أويل، أن الشركة تعمل حالياً على تقييم مدى ملاءمة الاستثمار في الطاقة النظيفة بتركمانستان من ناحية التقييم الاقتصادي وتقييم الفرص المتوفرة هناك.
وأوضح الجروان، أن أعمال دراغون أويل في تركمانستان ستركز على التميز التشغيلي وتعزيز استخراج النفط، وإعادة حقن الغاز وتقليل الاحتراق، في الوقت ذاته تخطط الشركة لتقليل عدم كفاءة الكربون وتعزيز استخدام الغاز من خلال الصيانة الوقائية واكتشاف التسرب واستبدال معدات التسريب وخطوط الأنابيب واستخدام أفضل التقنيات المتاحة لتحسين كفاءة الطاقة وتكامل الأصول.
وقال الجروان، أن العالم سيستهلك طاقة في عام 2050 أكثر مما يستهلكه اليوم حيث سيظل الوقود الأحفوري ضروريًا حتى عام 2050، موضحا أنه وبناءً على تقديرات معظم شركات النفط العالمية أن النفط والغاز الطبيعي سيشكلان 20٪ -55٪ من مزيج الطاقة العالمي في عام 2050، متوقعاً أن تحل مصادر الطاقة المتجددة في الغالب محل الفحم ونسبة قليلة من النفط”.
وتوقع الجروان ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي، إلى حد كبير للمساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للكهرباء، في الوقت ذاته ستستمر التكنولوجيا في لعب دور حيوي في تشكيل مزيج الطاقة في المستقبل، لافتاً إلى أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط والغاز يسلط الضوء على أهمية التحول التدريجي نحو الطاقات المتجددة.
وسجل الجروان، زيادة الدعم الحكومي لعملية التحول في مجال الطاقة في عدد من البلدان، لكن تحدي إزالة الكربون لا يزال يحتاج إلى دعم أكبر على مستوى العالم.
وبحسب الجروان فإن الاضطراب في إمدادات الطاقة العالمية الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية يعزز طرح معالجة ثلاثية معادلة الطاقة وهي الأمن والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة، فأمن الطاقة يزيد من الطلب على مصادر الطاقة المتجددة المنتجة محليًا والوقود الأحفوري الأنظف.
وتابع المتحدث، يسهم التطور التكنولوجي في خفض الانبعاثات الكربونية وستكون كفأة الطاقة تتصدر الاولويات مما يسهم في تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقات المتجددة والنظيفة.
وتطرق الجروان إلى التغيرات التي يعرفها قطاع الطاقة من خلال ادخال التكنولوجيا الحديثة التي تدعمها أيضًا اللوائح الحكومية بهدف التقليل من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي، مشيراً إلى المجهودات المبذولة من قبل دول العالم لتقليص الانبعاثات من خلال تخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأشار الجروان، إلى تزايد أهمية الغاز الطبيعي باعتباره من الطاقات النظيفة والأقل انبعاثاً حيث تعمل الكثير من الدول على هذه الاستراتيجية الجديدة للمساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية وهو الأمر الذي سينتج عنه زيادة الاستثمارات العالمية في الغاز الذي يعد من اهم الموارد الكبيرة لجمهورية تركمانستان.
ويرى الجروان انخفاض الطلب على النفط على المدى الطويل، مدفوعًا بانخفاض الاستخدام في النقل البري مع تحسن كفاءة السيارة وتسارع كهربة المركبات، ومع ذلك، سيستمر النفط في لعب دور رئيسي في نظام الطاقة العالمي على مدى 15-20 سنة القادمة.
وبحسب الجروان تعتمد آفاق الغاز الطبيعي على سرعة تحول الطاقة، مع زيادة الطلب في الاقتصادات الناشئة أثناء نموها، يقابلها الانتقال إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون، بقيادة العالم المتقدم، وتوقع أن يلعب التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه دورًا رئيسيًا في تمكين إزالة الكربون بسرعة من خلال التقاط انبعاثات العمليات الصناعية، ومصدر إزالة ثاني أكسيد الكربون، وتخفيف الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة دراغون أويل، سيلعب الهيدروجين منخفض الكربون دورًا مهمًا في إزالة الكربون من نظام الطاقة بسبب نسبة الكربون المنخفضة في الهيدروجين الأخضر والأزرق.
وبالنسبة لمنتجي النفط يعتقد الجروان، أن أسعار النفط والغاز لا تزال غير مؤكدة في المستقبل القريب، فإن تكاليف الإنتاج ستكون معيارًا حاسمًا. لافتاً إلى أن استخدام أحدث التقنيات لزيادة الإنتاجية ودورة الموافقة الحكومية السريعة يعد عاملين أساسيين لتحقيق الكفاءة.
وقال الجروان، “هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار للحفاظ على الإنتاج في الحقول المنتجة حاليًا، التي تتطلب إضافة حقول جديدة استثمارات إضافية، وقدم تمويل الطاقة المتجددة تاريخياً عائدات منخفضة نسبيًا ولكنها استثمارات منخفضة المخاطر ويمكن أن توفر تدفقات نقدية مستقرة والنطاق الصحيح في الاعتبار”، مضيفاً “يتطلب التمويل مشاريع مربحة وعقود طويلة الأجل وتشريعات داعمة من الحكومات”.
وفي الوقت نفسه، قال ايغور بوركينسكي الرئيس التنفيذي لشركة “يوغ نفت غاز” الخاصة المحدودة،: “لا تعتبر المشاريع الاستثمارية واسعة النطاق المنفذة في تركمانستان في هذا المجال ذات أهمية اقتصادية كبيرة فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي والعالمي”.
وأضاف ايغور: “تظهر قائمة المشاركين والمتحدثين والمندوبين والضيوف في هذا الحدث بوضوح الاهتمام المتزايد باستمرار بقضايا وآفاق تطوير صناعة النفط والغاز في تركمانستان، في الفرص التي تفتح للأطراف المهتمة، في تعزيز أنواع وأشكال التعاون القائمة وخلق جديدة بين الوكالات الحكومية والمنظمات والاهتمامات في تركمانستان والشركات الأجنبية”.
وتناول ايغور بالتفصيل وضع الشركة في السوق التركمانية حيث تطرق إلى المشاريع المختلفة بين عامي 2007 و2022 أبرزها المشروع التجريبي الأول مع الشركة الحكومية “تركماننيبيت” لإصلاح آبار المخزون غير النشط، وعقد آخر مع ذات الشركة لإصلاح الآبار وتكثيف الإنتاج في الفترة 2008-2011، واتفاقية مع “تركمانجيولوجيا” لتنفيذ مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد في حقل جوتورديبي الشمالي وحقل بارسا-جيلمز، والمسوحات السيزمية ثنائية الأبعاد في منطقة دارجا.
من جهته اوضح مارك روبنسون مدير منطقة اوروبا وافريقيا والشرق الأوسط في شركة غافني كلين، المتخصصة في الاستشارات، أن شركته تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على عقد مع تركماننيبيت لتقديم الدعم الاستشاري لتعزيز المساحات البحرية لبحر قزوين، وقال مارك:”أن الشركات الطاقوية العالمية أمامها فرصة كبيرة لدخول تركمانستان لمزيد من تطوير سوق الهيدروكربونات والصادرات”، متوقعاً جدولة الجولات الترويجية والأحداث الأخرى في عام 2023″.