مسقط، وكالات:
في دراسة مهمة للباحث العُماني الدكتور سليم الهنائي، استعرض فيها الروايات التاريخية التي تضمنتها مصنفات الأديب العربي “الجاحظ”، وكشفت عن رؤيته التاريخية والسياسية، وخاصة رؤيته للدولتين الأموية والعباسية وإذا كان الجاحظ لا يُعدُّ مؤرخاً، إلّا أن ما كتبه وتفرّد به في هذا الجانب يؤكّد الأهمية التاريخية لمصنفاته.
كما عرضت دراسة الباحث العُماني، الدور الذي لعبه الجاحظ في إبراز الهوية الثقافية والسياسية العربية والإسلامية من خلال مصنفاته ورسائله؛ فقد لعب دورا مهما في الدفاع عن اللغة العربية وعن العروبة التي اتخذت بعدا ثقافيا وفكريا جديدا، وتصدى للحركات الفكرية التي تستهدف الإسلام واللغة العربية.
صدرت الدراسة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، ومن أهم النتائج التي خلُصت إليها أن الجاحظ رغم أصله غير العربي قد دافع عن العرب والإسلام تجاه مناهضيهم، وعبّر عن حقيقة أن معايير الانتماء في عصره تغيرت؛ إذ لم يعد النسب هو الأساس بل غدت الثقافة والفكر والولاء هي المعايير السائدة في هذا المجال.
وقد سعى البحث في مجمله إلى الكشف عن شخصية الجاحظ وفكره وميوله السياسية وأثرها في كتاباته ومواقفه من التطورات السياسية والتيارات الفكرية في العصر العباسي. وأوصى الباحث في الخاتمة إلى التركيز في الدراسات المستقبلية على تناول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في العصر العباسي من خلال مدونات الجاحظ، وخاصة تلك التي ما زالت مخطوطة أو نُشرت حديثا.