(ضميري يؤلمني، احساسي بالذنب سيقتلني)
عبارات غالبا ما يرددها البعض عند الشعور بتأنيب الضمير، ليسيطر الشعور بالذنب…
في حين أنه من الطبيعي أن نعتقد أن الشعور بالذنب هو مجرد إلقاء اللوم على الذات، إلا أن الأمر ليس كذلك، فعلى الرغم من أن الاثنين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، إلا أن العلاقة بينهما مشروطة؛ إذ يمكن للمرء أن يلوم نفسه دون أن يشعر بالذنب، ويمكنه أن يشعر بالذنب دون أن يلوم نفسه…
الشعور بالذنب… حالة إنفعالية تتضمن مشاعر مؤلمه نابعه من ضمير الفرد لإرتكابه فعلا أو حدث يعكس عليه اسفا عميقا وهو شعور غير مريح مرتبط بالخوف من جرح مشاعر الآخرين.
تأنيب الضمير مشكلة نفسية! فهو لا يعلن عن قدومه مسبقاً، بل يمكن أن يباغتك في أي مكان ويمسكك من عنقك.
ومن أكثر النوعيات التى تشعر بالذنب الأشخاص مرهفي الحس والمشاعر فهم أكثر من غيرهم فى محاسبة أنفسهم على كل فعل قاموا به.
الشعور بالذنب لدرجة كبيرة ربما يعرقل حياة من يعاني منه بسبب كثرة التفكير وتأنيب نفسه دوما بل قد يدفعه إلي التفكير في إيذائها كنوع من العقاب لذلك لابد من ضرورة التخلص منه، حاول التحدث مع صديق أو شخص مقرب لك عما تشعر به يعتبر ذلك نوع من التنفيس يساعد في التقليل من حدة الشعور بالذنب لأن الكتمان يزيد من سيطرته عليك، حاول أن تضع صورة إيجابية عن نفسك لا تدع هذه الأفكار التلقائية المشوهة تسيطر عليك ولا بد من أن تلجأ إلى برمجة فكرية جديدة تركز فيها على إنجازاتك، تركز فيها إلى النظرة المستقبلية للمستقبل بأمل ورجاء وأن تعيش حياتك بقوة…
فلا شك أن هناك درجة معقولة من لوم النفس مطلوبة، والنفس اللوامة تستشعر صاحبها بأهمية الانضباط السلوكي والتسامي والتحلي بالخلق الرفيع، ولكن إذا وصل هذا اللوم لدرجة التسلط الشديد والمبالغة لا شك أن ذلك له آثار سلبية تؤدي إلى المزيد من القلق، وكذلك افتقاد الثقة بالنفس والإحباط..
شعورك بالذنب، وتأنيبك المستمر لنفسك هو خوف عميق من فقدان الأمان المزيف الذي تعتقد أنك تجده في رضى مجموعة من الأشخاص عنك، فلا بد أن تتوقف فورا، وتقبل نفسك، وعيوبك، وأخطائك، وأعمل على الحلول بدلا من الجلد المستمر لذاتك.
—————————–
- أخصائية علم النفس.