الخميس , 3 أكتوبر 2024
السلطان هيثم بن طارق

السلطان هيثم: ماضون على نهج السلطان قابوس القويم

= 2588

مسقط، وكالات:

منذ رحيل باني نهضة عُمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – في العاشر من شهر يناير الماضي وعلى امتداد الأيام الأربعين الماضية وكل أبناء الشعب العُماني الأوفياء وهم يعيشون الحزن والألم على رحيله ” رحمه الله ” يشاركهم في ذلك مختلف الدول والشعوب الشقيقة والصديقة .

وذلك إنما يعود لإدراك وتقدير العالم للدور الايجابي والبناء الذي قام به السلطان الراحل على امتداد الخمسين عاماً الماضية ليس فقط على الصعيد العماني إنما على مختلف الأصعدة الخليجية والاقليمية والعربية والدولية وهو ما عبر عنه الكثيرون من قادة العالم وكبار المسؤولين في المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية بطرق عديدة ومؤثرة .

واليوم وهو اليوم الأربعون على رحيل أعز الرجال وأنقاهم ” حيث تنتهي فترة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام حداداً على رحيله لتعود أعلام السلطنة مرفرفة ، كما أراد لها دوماً السلطان قابوس – طيب الله ثراه – .

إن عزاء أبناء الشعب العماني الوفي ، وكل محبي عُمان على امتداد المعمورة يتمثل في الايمان العميق بمشيئة الله تعالى ، وفي تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم خير خلف لخير سلف ، وفي الالتفاف العميق من جانب أبناء الشعب العماني الوفي خلف قيادته والسير على النهج القويم للسلطان الراحل – طيب الله ثراه – والبناء عليه لترقى عُمان الى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها .

واذا كانت فترة الحداد الرسمي تنتهي اليوم فإن السلطان قابوس / رحمه الله / يظل حاضرا دوما في قلوب وعقول وعيون العمانيين ليس فقط لما حققه لأبناء الشعب العماني على العقود الماضية على مستوى الدولة والمجتمع والمواطن وفي كل المجالات. وأيضا لما حققه السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – على صعيد العلاقات مع كل الدول الشقيقة والصديقة على امتداد المنطقة والعالم والمكانة التي بناها لعُمان في عالم اليوم ، وهو ما يشعر به المواطن العماني ويستمتع بنتائجه بصور عديدة ، لدى انتقاله في أرجاء العالم ، وعند تفاعله مع الشعوب الأخرى .

ومع الوضع في الاعتبار أن ما حققه السلطان قابوس – رحمه الله – لأبناء الشعب العماني الوفي على مختلف المستويات وفي كل المجالات هو أمر ملموس وماثل للعيان و” لا يحتاج الى برهان وهو أكبر من كل بيان ” ومن ثم فانه من غير الممكن الاحاطة به في هذا الحيز الضيق، فإن مما له أهمية ودلالة أن ما تعيشه السلطنة من أمن واستقرار وسلام وعلى نحو جعل منها واحة سلام في المنطقة برغم ما تعانيه المنطقة على امتداد السنوات الاخيرة من اضطراب وبرغم الحروب الضارية التي شهدتها .

إن هذا الأمن والأمان إنما هو نتيجة لسياسات السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وما اتسمت به من حكمة وبعد نظر وتقدير صحيح للأمور وهو ما أدركه الكثيرون وحاولوا الاستفادة منه بالاستماع الى تقييم قابوس – رحمه الله – للتطورات في المنطقة ومن حولها من ناحية والاستفادة أيضًا من الجهود والمساعي الحميدة له في حل الكثير من الخلافات وتقريب وجهات النظر وحل أية خلافات بالطرق السلمية وفي اطار التوافق والاحترام المتبادل وحسن الجوار ونبذ الحروب والعنف بكل أشكاله في التعامل بين الدول من ناحية ثانية .

ويقدر العالم للسلطان قابوس ” رحمه الله ” مارس سياساته وحدد مواقف السلطنة حيال كل التطورات من حولها بصراحة ووضوح وشفافية بالغة ، وبلغة واحدة ومحددة على موائد المفاوضات وعلى المستوى العلني وهو ما اكسب السلطنة ثقة الجميع أشقاء وأصدقاء ومن ثم لجأ ويلجأ اليها الكثيرون لحل خلافاتهم وللتقريب بينهم ولاستعادة بناء الثقة فيما بينهم.

وفي الوقت الذي تمكن فيه السلطان قابوس – طيب الله ثراه – وبجهد وتصميم وارادة ومثابرة من إرساء أُسس دولة عمانية حديثة تقوم على المؤسسات وحكم القانون وعلى مبادئ المواطنة والمساواة والتكامل بين مؤسسات الدولة من أجل تحقيق مصالح الوطن والمواطن وحماية مكتسبات النهضة العمانية الحديثة فإن الشعب العماني الوفي عبر على نحو بالغ الوضوح عن عزمه السير على النهج القويم الذى أرساه ” رحمه الله ” في كل المجالات.

وهو ما أكد عليه السلطان هيثم بن طارق، في أول خطاب له عقب توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من شهر يناير الماضي بناء على تزكية السلطان الراحل له لتولى هذا المنصب الرفيع ووفق الاجراءات القانونية التي حددها النظام الاساسي للدولة في هذا المجال .

وبينما يعتبر الالتفاف حول السلطان هيثم بن طارق ومساندة كل ابناء الشعب العماني الوفي لخطواته وسياساته التي حددها في خطابه الأول سيرا على النهج القويم للسلطان الراحل والبناء عليه خيارا وطنيا بالغ الاهمية وفاء له وحفاظًا على المصالح الوطنية العمانية في كل المجالات وعلى كافة المستويات.

فإن الأيام والأشهر القادمة تحتاج الى حشد كل الطاقات العمانية وفي المقدمة منها طاقات الشباب العماني الخلاقة لمواصلة السير واعطاء دفعة كبيرة لتحقيق الأهداف الوطنية وحماية المكتسبات التي تحققت في كل المجالات ، بما في ذلك العمل على تنويع مصادر الدخل والاستعداد للدخول الى الرؤية المستقبلية ” عُمان 2040″ اعتباراً من بداية العام القادم لإكمال ما أراد السلطان قابوس – طيب الله ثراه – تحقيقه للشعب العُماني وهو ما أكد عليه السلطان هيثم بن طارق، ودعا الى حشد كل الجهود الممكنة لتحقيقه والمؤكد ان الشعب العماني قادر على ذلك بجهوده وحشد طاقاته تحت قيادته الحكيمة .

شاهد أيضاً

الوفد النسائي المصري يختتم زيارته لسلطنة عمان بلقاءات لتعزيز التعاون الاقتصادي

عدد المشاهدات = 932 اختتم الوفد النسائي المصري زيارته إلى سلطنة عمان، بعد عدة لقاءات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.