منذ أيام قليلة كنا فى دوامة الإنشغال شغلتنا مهامنا عن عبادتنا وأحباؤنا وحتى عن أنفسنا صرنا فى دوامة لم نعد نستطيع الخروج منها لم يعد من اختياراتنا أن نلغى مواعيدنا أو نخفف من اعبائنا حتى عندما نضع رؤوسنا على الوسادة أفكارنا تفرق بين أنفسنا لكى لا ننفك من هذه الأعباء.
وفى الجانب الآخر لنا أحباء حبيسى الجدران كاد أن يقتلهم الملل والتجاهل ينظرون لأحبائهم كأنهم أشباح لا وجود لهم إلا فى الخيال.
ثم يأتي نداء يكسر هذا القيد ويلم الشمل:
ألا فالزموا بيوتكم
كأن الله يعطينا فرصة لكى نرجع لأنفسنا ولأحبابنا ونعود إلى الله فكم من شخص كان لا يجد ساعة يفتح فيها مصحفه أو يجلس على سجادته ينتظر فرض ربه وحتى يمسك مسبحته يذكر فيها ربه عندما أراد الله أن يأذن بالوحى لسيدنا رسول الله وفَقَّه للخلوة لكى ينقى روحه ويستكمل تجهيزه للنبوة فالفراغ نعمه من نعم الله يقول النبي ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
فهذه نعمة يجب أن نغتنمها
فمنا من كان يبعد عن أمه بضع مترات وتمر عليه الأيام لا يتكلم معها ولا ينظر إليها انقطعت لغة التواصل بين الأزواج والزوجات آباء يسكنون فى نفس البيت ولا يرون أبنائهم ولا يعلمون عنهم شىء.
فهيا إلى الوجه المشرق نعود لمصاحفنا وعبادتنا ونرجع إلى امهاتنا نسمع حكاياتهم ودعواتهم.
نشاهد ضحكات ابنائنا وحتى خلافاتهم نتحدث مع زوجاتنا وأزواجنا لعلنا نصلح ماأفسده الإنشغال والتجاهل .. نسعد بالصحبة فنحن لا ندرى متى نتفرغ لهم مرة أخرى.
فهذا هو الجانب المشرق فأى الجانبين تختار؟