الجمعة , 29 مارس 2024
الفنانة التشكيلية شيرين رجب

التشكيلية شيرين رجب: لدينا أفكار في مصر تكفي 7 آلاف سنة رسم!

= 1758

                                                                                    من أعمال الفنانة شيرين رجب

– مشروعي الحالي..توثيق قصة الأميرة الفرعونية “ايزدورا” في المنيا
– قريبا.. أشارك بإحدى لوحاتي في متحف اللوفر الفرنسي
– لا يهمني العائد المادي من لوحاتي بقدر القيمة الفنية

رغم دراستها للأدب الإنجليزي، وحصولها على ماجستير في إداره الأعمال، إلا أن الفنانة التشكيلية شيرين رجب، عشقت هذا الفن منذ نعومة أظافرها، وشاركت بحرص واهتمام في مسابقات الرسم بجميع المراحل الدراسية، مما جعلها محط أنظار الكثير من النقاد والمهتمين بالفنون التشكيلية، ومن أبرزهم الفنان العالمي محمود بدارنه، الذي تربت فنيا على يديه، وتعلمت منه واحدة من أصعب مدارس الفن التشكيلي، وهي المدرسة التجريدية التي تحلم بالتفوق فيها، حتى تحقق لقب ملكة الفن التجريدي في مصر كما توقع لها هذا الفنان الكبير.

“حياتي اليوم” التقت الفنانة التشكيلية شيرين رجب، ضمن فعاليات معرض “الفن بنكهة فرعونية” في صالة ضي للفنون بالدقي، وأجرت معها الحوار التالي:

– بداية … من هي شيرين رجب؟

شيرين حسن رجب من مواليد القاهرة حي العباسية، مواليد شهر فبراير، خريجة كلية الآداب والتربية قسم لغة إنجليزية، حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال. شاركت في العديد من المعارض بدار الأوبرا ومتحف الفن الإسلامي وجاليرهات متعددة وحصلت على المراكز الأولى. كمان اشتركت في معرض التغيرات المناخية في بلجيكا، ومعرض آخر بالهند عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومعرض في أمريكا وحصلت على جائرة التميز والإبداع، ولي لوحة في فندق سافوي بشرم الشيخ و٤ لوحات بمدرسة شرم برايم.

– عشت أكثر من 15 سنة في شرم الشيخ..ثم جئت للقاهرة..ما وجه الاختلاف بين المدينتين؟

في شرم الشيخ الدنيا أسهل كثيرا، فهناك أجانب كثيرين، والاقتناء أسهل، مجتمع صغير ومعروف من هو الفنان ومن غير الفنان، وفي القاهرة أكافح الظروف المعاكسة منذ سنة، بدأت أشارك في معارض جماعية بمقابل مادي لأنه لا يعرفني أحد هنا، ثم اكتشفت أن المعارض ذات المكانة لا تكون بمقابل مادي. فحاولت مع قطاع الفنون التشكيلية، وواجهت صعوبات، يبدو أن القاعات الاقبال عليها عاليا ومحجوزة معظم الوقت.

في الجاليريهات الخاصة يريدون أن يكون الفنان معروفا، كلمت جميع القاعات الخاصة في القاهرة، على مدار أسبوعين، وعدد محدود منهم طلب يشوف لوحاتي وبدأ يعرض لي. ولي حاليا لوحات معروضة في معارض بالقاهرة.

هناك كثير من المسابقات تشترط ألا يزيد السن عن 30 سنة، وأنا تجاوزت هذه السن، كلمت جاليري “ضي” فقالولي على معرض الفن بنكهة مصرية قديمة، واشتركت في المعرض.

وقريبا أشارك في المعرض العام للفنون التشكيلية بعد كفاح، وطبعا لابد من المداومة والمتابعة، وأن تعرض عليهم أعمالك لو بالعافية!

                   لوحة الفنانة شيرين رجب في معرض ضي

– وكيف جاءت مشاركتك بمعرض الفن بنكهة مصرية قديمة؟

قرأت عن المسابقة على الانترنت، وقابلت الأستاذ هشام، وقبلوني للمشاركة بعد أن دخلوا عملي مرحلتين للفرز، الأولى من بين آلاف الأعمال، وفي المرحلة الثانية اختاروا 100 لوحة من بين 700 عمل، لكني وقعت في غلطة لن أكررها،وهي ألا أستعجل على تقديم العمل، وأعرف من هم المنافسون، لأنني اكتشفت أن هناك أساتذة جامعة، وكان لازم أعمل لوحتي بحجم أكبر من ذلك.

– الفن التشكيلي هل يمكن أن يحقق عائدا للفنان؟

هذا الأمر يمر بمراحل، في الأول هتتعب جدا وتصرف عليه كثيرا، وتصبر كثيرا، لكن في الآخر بيعمل عائد مادي وعائد كبير، لما يكون لك اسم معروف. وأنا مازلت في منتصف الطريق..في شرم كان بيحقق لي عائد..لكن هنا في القاهرة لسه علشان مش معروفة.

– المقتنيات للفنان…مادة أم قيمة فنية؟

لا يهمني العائد المادي بقدر القيمة الفنية..فالإسم هو الذي يبقى.

                          إحدى لوحات مجموعة ايزدورا

– ماذا عن مشروعك الفني..؟

أعمل على مشروع حاليا في محافظة المنيا..التي تعد ثالث مكان في مصر في الآثار..هناك مكان أثري في المنيا يسمى مقبرة “إيزدورا” وهي أميرة فرعونية.. كانت لها قصة جميلة…ويقال انها كانت أول شهيدة حب في التاريخ..وقريبا سيفتتح الرئيس متحف اخناتون في المنيا..وأعمل على مجموعة لوحات توثق قصة ايزدورا..لأنه لم يتبق منها إلا رثاء كتبه والدها على المبنى الذي كانت تعيش فيه والتابوت الخاص بجسمانها…وأنا أوثق هذه القصة بلوحاتي ليفتتح ضمن المتحف.

– هل لك اهتمام بقضايا عالمية؟

أهتم كثيرا بقضايا البيئة، وأنا مرتبطة جدا بالواقع المصري.. فمصر غنية جدا وتغنيك عن النظر للخارج…لكن المهم الفنان يكون مثقف ويعرف بلده كويس.

وقدمت مجموعة لوحات تظهر الفرق بين مصر القديمة والمعاصرة وقضايا كل مرحلة..وعن التحرش..ومن القضايا الأخرى ارتباط الانسان الأفريقي ببيئته والغابات الجميلة.

– لقب ملكة الفن التجريدي في مصر…تنبأ لك به فنان كبير…فماذا حققت منه للآن؟

قطعت خطوات على هذا الطريق…أول خطوة كانت عرض لوحاتي التجريدية التي تحدث عنها الفنان العالمي محمود بدارنه تحديدا في جاليري بالزمالك ومكان آخر بمصر الجديدة…وقريبا أقيم المعرض الشخصي الأول…ولو عملت الربط بين مصر القديمة والحديثة بالفن التجريدي..وعملت دعاية لآثار المنيا ان الناس تيجي تزورها….هكون أديت رسالة مهمة.

– أيهما أهم للفنان التشكيلي.. رسالته الفنية أم أعماله؟

الفنان يشتهر برسالته في الحياة أكثر من أعماله.. ولابد أن يفكر الفنان خارج الصندوق… فلا يكتفي بمناظر طبيعية وبورتريهات…عندنا أفكار في مصر تكفي 7 آلاف سنة رسم.

– وما رسالتك للفنانين المشاركين في معرض قاعة “ضي” من طلبة الفنون والمبتدئين؟

رسالتي لهم أن هناك أشياء في الفن لا يجوز فيها التقليد، فنقوش الفراعنة تتحدث عن حضارة عمرها 7 آلاف سنة، كيف تقوم فنانة الآن برسم نفرتيتي ..لا يجوز استنساخ العمل والفكرة.

                           من أعمال الفنانة شيرين رجب

– هل تجيدين فعلا السباحة ضد التيار..كما وصفك البعض؟

أحب ذلك….وفي كل لوحة أنفذها أركز فيها قبل التقنيات أركز أنها فكرتي وخارج الصندوق ولم يقدمها أحد قبلي.

– في عصر الانترنت…هل مازال المعرض وسيلة الاطلاع الأولى على الفنون التشكيلية؟

الفن التشكيلي له طبيعة خاصة..ولو على الرسم الزيتي والتصوير والنحت نعم لأن هذا عمل يدوي لابد أن تراه أمامك..وتطلع على دقة التفاصيل…لكن هناك بعض الفنون التشكيلية الأخرى مثل الديجيتال والتصوير الفوتوغرافي يمكن أن تتعامل مع العالم الافتراضي.

– وما رأيك في المعارض الافتراضية؟

لا أميل لفكرة المعارض الافتراضية…حتى في المعارض الكبيرة بالخارج يطلبون “برنت” من اللوحات. وقريبا أشارك في متحف اللوفر الفرنسي بعد أن قبلوا لوحة لي للعرض لديهم…وأخذوا برنت منها.

– برأيك..هل مازال هناك حركة نقدية للفن التشكيلي؟

بعض النقاد مجرد انطباعيين..وهناك نقاد لابد أن تسمع رأيهم..ومنهم الفنان عزالدين نجيب أحد أبرز النقاد المهمين جدا للفنانين.

– اذا قدر لك رسم لوحة بلا قيود…فماذا سترسمين؟

أرسم أشياء كثيرة…لكن بعضها ثقافتنا لا تتقبلها…أحيانا أحب أن أرسم العلاقات الإنسانية الحميمة ليس بشكل فج أو مستفز ولكن لمعالجة مشكلة يخشى الناس من الاقتراب منها..حتى لو بشكل علمي…لكن اعرف النتيجة مسبقا فلا أقترب..وأنا ضد الأعمال الصريحة والمستفزة.

                      من أعمال الفنانة شيرين رجب

– وما أكثر لوحة رسمتيها وعبرت عنك؟

كانت من وحي خيالي تماما دون ثقافة بصرية…لوحة عبارة عن مشهدين أحدهما قريب مصر الحديثة بجمالها..والآخر عن حضارة مصر..عمل تجريدي من وحي خيالي كنت في لحظة لم أتأثر بشيء ورسمتها..فأصبحت كعلامة تجارية.

– ما طقوسك قبل زيارة معرض تشكيلي…؟

لازم أقرأ دليل المعرض أولا…حتى أتعرف على رؤية الفنان…وأحب أسمع رأي الناس أيضا لأنهم أحيانا يخرجون بأفكار لم تخطر على بال الفنان نفسه.

– ماذا عن علاقتك بالفنون الأخرى؟

أحب المسرح جدا..ووقفت على خشبته لمرة واحدة في عمل مسرحي منذ فترة قريبة..وأحب حضور العروض حيث شاهدت مؤخرا عرض “هاملت بالمقلوب” للمخرج مازن الغرباوي بمسرح السلام. ولم استطع الوقوف على المسرح مجددا لأن الفن التشكيلي يحتاج لتركيز ووقت.

– متى سنرى معرضك الشخصي الأول؟

ربما خلال شهرين أنتهي من تجهيز معرضي الشخصي…وعندي وعد من أكثر من مكان لاستضافته.

شاهد أيضاً

أوبرا غارنييه … جولة في دار الأوبرا الفرنسية بباريس

عدد المشاهدات = 1474 بقلم الكاتبة/ هبة محمد الأفندي دار الأوبرا الفرنسية بباريس المعروفة بأوبرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.