جلست -بمفردي- أتذكر عندما كنت صغيرة كنت أتمنى أن أخرج إلى عالم البشر وسرعان ما مرت السنوات وتخرجت من الجامعة ومنها إلى عالم البشر… لا تتعجب مني فعندما أذكر كلمة عالم البشر لا أقصد الإهانة ولكنها علامات التعجب التي صارت تلازمني حتى الآن فكلما تذكرت نفسي في الماضي، وكيف كانت حياتي كلها لا تتعدى بضع كلمات أجملها وأنقاها (ماما – بابا- أخي – أختي…) حتى تلاشت تلك الكلمات وأصبح ما يتردد الآن أكثر كلمات (باريس – يا فندم – حضرتك – سيادتك…) وباتت الكلمات الرسمية هي الكلمات اليومية في كل ما يدور حولي… ومرت السنوات وأنقلب الحال وأصبحت أنا الرئيس ويا فندم وحضرتك وسيادتك..
وأصبحت ذكرى كلمات أمي تهمس في أذني -من حين لآخر- وهي تقول لي عندما تمت ترقيتي إلي مدير بكلماتها الحانية الدافئة وكأنها تقرأ مستقبلي (ياعيني بابنتي ليتك ما كنتي شاطرة حاليا عليكي مسئولية كبيرة ربنا يعينك عليها المسؤولية صعبة وحملها كبير…)..
الآن كلما مر بي موقف أتذكر تلك الكلمات وتلك الدعوة فأذهب مهرولة إليها أمي بالله عليك كثفي الدعاء فإن المسئولية صعبة مرهقة كما قلتي وأخاف من عقاب الله أن أظلم أي شخصا دون قصد…
ولكني لا أنسي عهدي مع الله منذ أول يوم كمدير (بان أتقي الله في عملي وفي فريق عملي…) هنا تدخلت أمي اطمئني يا بنيتي فإن الله لا يظلم أحدا وقد ساق الله لك منصبك لذا؛ فسوف يعينك الله علية فهذا هو عهد الله بعبادة وهو أقرب إليهم من حبل الوريد… فنظرت إليها مبتسمة لقد تم شحن بطاريتي شكرا لكي يا أمي -حفظك الله-…
وأجلس -بمفردي- مرة أخرى لأعيد ترتيب أولوياتي ومسئولياتي وأمضي في طريقي الذي رسمه الله لي وتبقي ذكريات ال مسئولية هي الأجمل في ألبوم الذكريات كنت كنت أطلب فقط ولا أشغل تفكيري وأين وأين وكيف سيتم تنفيذ طلبي فهناك من يتولى مسئولية كل ما يخصني وأيضا كنت كنت من ضمن فريق عمل كان هناك من يتولى مسئوليتي ويخطط ويتابع كنت كنت فقط أنفذ ما يطلب مني…
أما الآن فأنا المسئول وما أثقلها فمن استعان بمنصبه على الناس كان له من الله عقاب شديد..
ومن كان منصبة عونا للناس كان الله في عونه وحفظة من محاربي الخير للغير..
فما أجمل العودة للوراء حيث نتذكر الذكري وما أجمل المضي قدما لتحقيق هدف وأمل كتبه الله لنا وكنا سببا وعونا في تحقيقه..
(دمتم في حفظ الله ورعايته)