أيُّها العابر..؛
لا تطمئن فتَرْكَن؛
واعلم أنَّك في حيِّز الساكنين لستَ إلاَّ عابراً…
إنْ بَقيْتَ واسْتَرْخيْتَ؛ ستُخرَج منها رغماً عنك…!
ولكن
لابأس أنْ تركَن قليلاً؛
حتي تنفض عن كاهلك أثر الطريق؛
فقد طال السفر؛
وقلَّ الزاد؛
ولكن إياك أن تطمئن..!
فهي دائماً ماتُفزع المطمئنين….!
واحرص عند رحيلك
أن ترحل كاملاً؛ دون أن تترك قلبك مُعلَّقاً مُقيماً علي أعتاب دُنيا؛ إن فتحت باباً أغلقت أبواباً ….
أيها العابر؛
لِتسلم منها لاتركن إليها
وكن على يقينٍ تام بأنّ كلّ اللذين تخلّوْا ورخوا أيديهم وأجادوا الإفلاتَ بقدرِ ماأجادوا التّمسُّكَ قد نجوا…لذلك ..لِتسلم: في هذه الدنيا
عش غريباً؛ لاتطمئن؛
لاتطمئن أبدا..
مهما صفت؛ ومهما بدا لك منها وُدّاً..
فوالله مارَكَنْتَ علي شيءٍ فيها إلاَّ مالَ بك
ومَلَّ منك سريعاً
لتعتدل وتعود مُوجِّها قصدك إلى ربك لاجئاً فقيرا إليه؛؛ وحينها ستعود مسنوداً مجبوراً
لاتتذكر من خذلانك إلاَّ أنَّ الله قد جبرك..
حينها ستنسِيك حلاوةُ الجبر حتماً مرارة الخذلان….