قًدر لى يوما أن احضر محاضرة ألقاها أحد اساتذة الطب النفسي .. وكان يتحدث عن ان مفاهيم الانسان هى من تحدد درجة سعادته او حزنه .. فمفهوم الرضا يأخذك الى قبول ما انت فيه ويشعرك بالسعادة والعكس صحيح … مفهوم ان أضع نفسي مكانك يجنبى الكثير من عدم قبول الاخر ويجعلنا اكثر وداً و تفهماً … مفهوم أن المسئول ربما يأخذ قرار اراه انا قرار صعب او مؤلم ولو أنى فكرت بطريقة إنه لو كنت انا المسئول لأتخذت نفس القرار لان إطلاعى على الامر سيكون اكبر واعمق واشمل و هذا كان سيساعدنى ان اقلل او امحوا حالة الغضب والحزن التى ستتملكني نتيجة القرار .
وهكذا ظل يضرب لنا أمثله تدل على ان مفهومك انت هو من يحدد درجة سعادتك او حزنك .
ايها السادة … علينا ايضا ان نتحلي بمفهوم التخطي .. تخطي مواقف
تخطي انكسارات تخطي كراهية تخطي مشاعر مستنزفة .. تخطي لحظات أطفأت فينا ضييّ ارواحنا .. احرصوا علي ما لديكم من طاقة و من شغف ولا تهدروها فى احزان ليس لها اساس لمجرد ان مفهومك مغلوط
احرصوا علي ما لديكم من سلام نفسي واحذروا من الإستسلام للحزن و الالم خصوصا اذا كان مصدره مفاهيم مغلوطه و غير صحيحه ..
إياكم و شيخوخة الأرواح إنها موت الفجأة و انتم مازلتم على قيد الحياة
أعجبني للغايه جملة قالها أخ ل أخيه حين عاتبه أخيه لسوء معاملة زوجته له .. فقال له لا تهتم بمعاملة زوجتى لك وعاتبنى فقط على معاملتى انا لك .. وإن قصرت معك او أسأت معاملتك عاتبنى … فنحن اشقاء فلا تجعل احد يعكر الود بيننا حتى ولو كانت زوجتى
ومن يومها واخيه لا يزعل منه ابدا لانه عدل مفهومه تجاه الامر و تجاه أخيه
ايها السادة … صورة اخري من المفاهيم المغلوطة التى تجعلنا فى حزن ليس له مبرر وهي ان ترى قيمتك من خلال شخص ممكن هذا الشخص ان يصدمك أو ان يخذلك ، او يتخلى عنك ، حينئذ كيانك كله سينهار لأن قيمتك مرتبطة به .. وكذا سعادتك و استمتاعك.. واطمئنانك و شعورك بالأهمية لانه يغذي كيانك ، لكن عندما تتدرب ان تشعر بقيمتك..
من خلال ما تقوم به من ادوار ، أو من خلال الأثر الذي تتركه في حياة الآخرين ، كيف تسعدهم..
وتؤثر في جودة حياتهم و مشاعرهم لن يهددك رحيل أحد أو خذلان أحد أو صدمة أحد لانك حينها و نتيجة مفهومك الصحيح ستكون قوي بنفسك و به تقوم به وتقدمه لنفسك وللاخرين ، واعلم يا سيدي إنه كلما أثرت كلما ارتفعت قيمتك ، وكلما كانت مفاهيمك سليمه كلما زادت سعادتك و قل حزنك
حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا وأزهراً
———————————————————–
- كاتب صحفي … جريدة حياتي اليوم