يا ويلي من الأعوام تزداد في عجلتها كأنها تسابق الريح وأنا أقف في مكاني أشاهدها تحمل معها أحلامًا لم تكتمل وآمالًا تأخرت كثيرًا وينقص عمري كأنني أذوب كورات الثلج مع كل لحظة تمضي أبحث في الأيام عن شيء عن أثر أتركه خلفي فلا أجد إلا ظلالًا تتلاشى وذكريات تتآكل وسيرة لمن يتذكرني ويقول كان هنا او مازال كأن الزمن يسرقني خفية وأنا أواسي نفسي بوهم البقاء وأمل يمكن ان يتحقق بالرغم من تكاثر الأعوام.
كل عام جديد يشبه لوحة فارغة نتوهم أننا سنرسم عليها شيئًا مختلفًا لكننا في النهاية نكرر نفس الخطوط بنفس الألوان وكأننا أسرى لعاداتنا وأفكارنا التي لا تتغير الزمن لا ينتظر ولا يعيد نفسه بل يسير كالنهر الذي يتدفق دون توقف ودون ان يعرف النهاية ونحن مجرد أوراق تتقاذفها تياراته نحاول أن نفهم المغزى من كل يوم يمر لكن الإجابات تظل مبهمة كأنها طلاسم لا تُفك الأيام ليست هي التي تتغير بل نحن من تتبدل فينا الروح تفقد بريقها أو تكتسبه مع كل تجربة مع كل خيبة مع كل أمل يولد ثم يذبل كزهرة في فصل خاطئ ومع ذلك نظل نبحث عن معنى نستمد منه شجاعة العبور.
عام يمر ولا شيء يتغير سوى أن العمر ينقص وأن الزمن يترك بصماته على الوجوه التي تروي حكايات صامتة فالأيام تمضي ونحن نسير في دائرة مفرغة نحاول أن نمسك بلحظات السعادة لكنها تفلت كحبات الرمل بين أصابعنا نعيش بين الأمل والخوف نترقب غدًا يحمل شيئًا مختلفًا لكنه يأتي مثل الأمس في ثوب جديد ومع ذلك نستمر لأن الحياة لا تنتظر أحدًا ومع ذلك نسعد ونحتفل بعام مرّ وعمر يَمُر ويؤكل.
يا ويـلـي مـن أعـوامـنـا تـعـدو كلمح البصر
تـطـوي الـزمـان بـعـجـلـةٍ دون ان تهدأ
يـزدان حـولـي كـل شـيءٍ زاهـرٍ
والـروح تـنـقـص كـالـنـدى يـفنى
مـاذا أكـابـر والـحـيـاة كـبـاسـطٍ
كـيف يـرجـو مـن عـطـاها يـدي
كـل الـسـنـيـن عـلى الـوجـوه تـجـلـت
طـعـنـات شـوقٍ لا تـعـود
أجـري وأمـضـي حـائـرًا فـي دربـهـا
حـتـى تـبـدو كـالـسـراب
يا لـيتَـنـا نـدري الـحـقـيـقـة أنـه
يـمـضي الـعـمـر كالبرق
نسمعه وكلمح العين يفارق