السبت , 20 أبريل 2024

أسرار النفس…(حبى لنفسى!)…رشا صيرة

= 7812

 

الحب بيلعب دور مهم فى حياة الإنسان الخاصة وفى علاقاته وفى الصلة اللى بتربط بينه وبين الآخرين وحتى نفسه …حب الإنسان لنفسه وتنمية طاقاته وامكانياته اللى بتحققله السعادة واللذة علشان يأمن حياته ويبعد عن كل ما يلحق بالنفس من أذى أو ضرر بيعتبر مظهر من مظاهر غريزة البقاء وعلشان كده بيرتبط بحب التملك وحب الخير للنفس بشده وربنا دل عليه فى قوله عز وجل: 
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)سورة العاديات ٨
فالخير هو كل ما يفيد الإنسان فى حياته مادياً أو معنوياً ورغم كده مفيش حد بيستغنى عن الآخرين فى حياته ولابد لحاجة الناس إلى بعضهم البعض..
ومن هذه العلاقات بينشئ نوع من أنواع الحب وهو حب الابوين للأبناء وهو حب غريزى طبيعى يسعى إليه ليقر عينه ويشعر براحة النفس …ولذلك كان هذا الأرتباط الشديد بالأبناء والتفانى والتضحية بكل غال ونفيس من أجلهم ، فقد لا يؤثر الإنسان على ذاته إلا ولده !
بل وقد يصل به الحال الى انه يعطيه عضواً من جسده وقد يفديه بحياته إذا قدر على ذلك..
فنحن نحب ونصل فى الحب لأعلى الدرجات وقد نظن ان ذلك الحب لا يتبدل …بل يتبدل وقد يتحول لقيد أو عبء!
ونتواصل ونرتبط بالأهل والأصحاب والأحباب لدرجة أننا قد ننسى أننا قد نفارقهم …بلى سنفارقهم وقد نختلف معهم قبل ان نفارقهم
فالله عز وجل يرضى لنا الحب والتواصل والمودة مع البشر وخصوصا ً الأهل والولد بل ويطلبه مننا وأحياناً يفرضه علينا مغلفاً بأحاسيس أخرى كأحساس الفضل تجاه الأب والأم ( وبالوالدين أحساناً ) أو أحساس المسؤولية تجاه الأبناء فى وقت الخطر فليس على الإنسان الا ان يفكر فى غيره وينسى حبه لنفسه ولأننا بشر فلن نكون بنفس الدرجة لان النفس البشرية متغيرة ومتقلبة والإنسان ممكن يقع فى المعصية !
لكن سبحانه وتعالى يطلب مننا المسؤولية فى حدود رضاه وطاعته وبعيداً عن معصيته ولذلك فإنه يدعوك لان تتدبر حالك فى الآخرة ان عصيته
قوله عز وجل: 
(يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ)(١٤)
سورة المعارج ١١-١٤
فالله يضع الإنسان فى تحوله من الحالة الإيجابية المشدودة إلى أقرب من له فى الحياة الى حالة سلبية يضحى بكل هؤلاء ليفتدى بهم نفسه فى مواجهة النار وهو موقف خوف ورعب ينقل شعوره من الحب وسعيه فى بذل كل ما تملكه نفسه فى سبيل سلامتهم وراحتهم إلى أن يفتدى نفسه لكى ينجو من النار …بل ويصل به الحال بإن يضحى بكل من فى الأرض
( ومن فى الأرض جمعياً ثم ينجيه )
فنحن نعيش نتخيل أننا نعيش لأنفسنا فقط أو للآخرين فقط ونفقد بها التوازن النفسى للحب بين أنفسنا وبين الآخرين
ولكن يأتى الإيمان متحققاً فى التوازن ما بين النفس والغير ما بين المتعة والمعصية وما بين الحب المشروط والطاعة العمياء فلا أستسلام إلا لله ولا حب مطلق إلا له سبحانه وتعالى.
ادعو معايا …

اللهم أزح من قلبي كل خوف يسكنني، وكل ضعف يكسرني، وكل أمر يبكيني، وافتح لي أبوابي المغلقة. اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقلته نفسي. اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتغفر لي ذنبي. اللهم إني توكلت عليك فأعنّي، ووفقني، واجبر خاطري، جبرا أنت وليّه.
اللهم من كان مريضا من أهلي وأحبتي فاشفه، ، ومن كان يرجو توفيقك فوفقه
اللهم إني أعوذ بك من عقوق الأبناء، ومن قطيعة الأقرباء، ومن تغيّر الأصدقاء. اللهم اجعل دعواتنا لا ترد، وهب لنا رزقا لا يعد، وافتح لنا بابا للجنة لا يسد.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 6909  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.