قُدر لى ان اقرأ بعض المعاني والمفاهيم قد اشار اليها الدكتور طارق الحبيب استاذ الطب النفسي وكان نتاج قراءتي لتلك المفاهيم أن اوحت لى بفكرة المقال وعنوانه وأقول :
يقول الدكتور طارق .. في كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا بقاعدة ( أرضيك لأخدعك )
نهجر الوالدين ، ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم ، ثم نزورهم آخر الأسبوع ، لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء ..فقط لنرضي ضميرنا ..( أرضيك لأخدعك )
نبخل ، ونقتّر ، ونخاف على اموالنا ، وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم ، ثم تأتينا حالة الكرم فجأة ، فنكدّس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
ننسى الأصحاب والأحباب ،و نغيب عن حياتهم ، وظروفهم ،وأفراحهم وأحزانهم ، ،ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول( جمعة مباركة ) مع خلاف صحتها اساسا ولكن فقط لنرضي ضميرنا ..( أرضيك لأخدعك )
نقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين ، نغتاب ونفضح العيوب ، ونستمتع في كشف الأستار ، حتى إذا ما انتهينا .. تنهدنا بعمق وقلنا : ستر الله علينا و عليهم .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
نقصر في تربية الأبناء ، نجهل مشاكلهم واحتياجاتهم ، نغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم ، ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
نشاهد المشهد الخليع ،ونستغرق في متابعة الأغنية السافرة و المسلسل الهابط ،،ثم بعد أن ننتهي .. يتمتم لساننا بــ.. أستغفر الله العظيم .. فقط لنرضي ضميرنا ( أرضيك لأخدعك )
انتهي كلام الرجل … واقول :
أيها السادة … ما أكثر ما نخدع ضميرنا ،ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه حقنة مسكن ليرتاح فترة ،،بينما مرضه لا يزال مستشريا في الجسد ..فلـننتبه قبل أن تزداد جرعات المسكن فيموت الضمير !!
خسارة حقيقية حينما تكون هنآك جنة عظيمة بحجم السماء والأرض..وكنوز ثمينة مدت بالطول والعرض..فيدخل فيها خلق كثير من مختلف الشعوب والأمم..وتنحرم أنت لأجل زلة لم يغفل عنها القلم..
مؤسف جدا حينما يكتب الله على نفسه الرحمة بأنها وسعت كل شي خلقه بهذا الوجود..ويطردك أنت منها لتجاوزك عن بعض الشرائع والحدود..
حسرة يقينية حينما تمتلك جبالآ شاهقة من الحسنات تصل إلى عنان السماء..وتمتلك أنهارآ جارية من الصدقات تدفقت وسط حدائق غناء..ثم تأتي يوم القيامة مفلسآ بسبب شتم وغيبة و نميمه
مؤلم للغاية عندما يطلق النظر إلى صور نساء عاريات أو شبه عاريات فهذا من الخيانه والظلم للنفس……قدر من اختارتك من بين الرجال لتصبح ابا لأوﻻدها واحترم مشاعرها
مبكي جدا حينما تلجأ إلى الناس لتبث لهم حر الشكوى..وتبوح لهم عما يعتلج صدرك من كدر البلوى..وتترك من بيده كشف الضر ويسمع النجوى..
مخزي وعار عليك حينما تتحرى شوقآ لتصحو مبكرآ من النوم وتحسب الدقائق والثواني لحضور موعد هام..في حين أنك تتأخر عن موعد الصلاة مع الإمام..وغفلت أنها أهم ركن في شريعة الإسلام.
ربما تلبس ساعتك فيخلعها لك وارثها ..وربما تغلق باب سيارتك فيفتحه لك عامل الإسعاف ..وربما تقوم بغلق ازرار القميص فيفتحه لك المغسل..وربما تغمض عينيك في سقف غرفتك فلا تفتحها إلا أمام جبار السماوات والأرض يوم القيامة فبادروا بالأعمال الصالحة
اعتذر إذا كنت أفزعتك..لكن أحيانا نحتاج إلى القليل من الأحرف القاسية حتى تزداد نداوة أعيننا وليونة قلوبنا ..نسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى والخاتمة الحسنة.أسال اللہَ أن يرضى عنيَ وعنكمَ ، فليس بعد رضى الله إلا الجنة
حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا وازهرا
—————————————————-
* كاتب صحفي … جريدة حياتى اليوم