الخميس , 28 مارس 2024

أذربيجان تحيي الذكرى 28 للإبادة الجماعية في مدينة خوجالي

= 1444

متابعة – مرام محمد

تحيي أذربيجان رسمياً اليوم ذكرى الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأرمن في مدينة خوجالي في نهاية القرن العشرين والتي وصفتها الحكومة الاذرية كاحدى أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية حتى الآن.   

كانت مدينة خوجالي باعتبارها موقعا استراتيجيا في منطقة ناجورنو كاراباخ لأذربيجان تمنع الأرمن من تنفيذ مخططاتهم. اذ ان خوجالي تقع على بعد 12 كم شمالا شرقيا عن خانكندي، بين الطريقين البريين من أغدام الى شوشا ومن عسكران الى خانكندي. ان احتضان خوجالي مطارا جويا وحيدا في ناجورنو كاراباخ هو الآخر كان يزيد أهمية المدينة.

وكان الهدف الرئيسي للقوات المسلحة لارمينيا هو السيطرة على الطريق البري الواصل بين عسكران وخانكندي عبر خوجالي واحتلال مطار خوجالي.  

إلى جانب ذلك، كان غرض الأرمن طمس آثار هذه المدينة القديمة في أذربيجان من على وجه الأرض. اذ ان خوجالي كانت تتميز بآثارها التاريخية والثقافية كإحدى الأراضي القديمة في أذربيجان. كانت خوجالي المأهولة حينذاك بالسكان الاذربيجانيين المتجاوز عددهم 7 آلاف نسمة أكبر وأقدم مسكن (مساحتها 926 كم مربع) وسط القرى المأهولة بالارمن . وبلغت الآثار التاريخية القديمة هنا عهدنا الحالي.

وليلة 26 فبراير عام 1992م قامت قوات الاحتلال الأرميني بمحاصرة مدينة خوجالي بدعم من 10 دبابات و16 ناقلة مدرعة للمشاة و9 ناقلة مدرعة قتالية للمشاة و180 ضابط متخصص وعدد كبير من افراد الجنود من فوج المشاة الآلية المقاتلة رقم 366 التابع للتقسيم رقم 23 للجيش الـ 4 للاتحاد السوفييتي المرابط في مدينة خانكندي. وجعل الأرمن المدينة عاليها سافلها باقتحامها بأحدث الأسلحة. وتم تدمير المدينة تماما وأحرقت مع قتل السكان قتلا همجيا . وكان معظم القتلى مقطوعي الرؤوس ومقلوعي الأعين ومسلوخي الجلود ومحروقين أحياء وسائر أنواع التشويه قبل القتل وبعده.
ونتيجة جريمة الإبادة الجماعية هذه، لقي 613 شخصا حتفهم منهم 63 طفلا و106 امرأة و70 شيخا حسب المعطيات الرسمية.  

منظمة التعاون الإسلامي
كما تم تبني بيان أبوظبي في الدورة الثالث عشرة لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في مدينة أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة في التاسع عشر من يناير عام 2011م، ذلك البيان الذي يدعو لاعتراف مأساة خوجالي “بالجريمة الجماعية المرتكبة ضد البشرية” لدعم الحملة الدولية “العدالة لخوجالي”. وأعادت الدورة السابعة للدول الأعضاء لدى اتحاد مجالس الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بمدينة فلمبان الإندونيسية في الواحد والثلاثين من يناير عام 2012م تصديقَ دعمها مرة أخرى للحملة الدولية “العدالة لخوجالي”. وأدرج كذلك بندٌ خاص بمبادرة المنتدى إلى القرار المتبنى باستمرار خلال السنوات الأخيرة باسم “عدوان جمهورية أرمينيا ضد جمهورية أذربيجان”. ويذكر هذا البند المكرس لمأساة خوجالي ما يلي: “يدعو المؤتمر مجالس الدول الأعضاء للاعتراف ابتداء من عام 2012م، عام الذكرى السنوي الـ 20 للمأساة، بالإبادة الجماعية التي ارتكبت من قبل قوات الاحتلال الأرميني ضد الأهالي المسالمين الأذربيجانيين في السادس والعشرين من فبراير عام 1992م والتي تحمل طابع الإبادة الجماعية السافر ويطالب بمعاقبة مرتكبي مجزرة خوجالي”.

وفي الدورة التاسعة والثلاثين المنعقدة في جيبوتي لمجلس وزراء الخارجية للبلدان الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي في الفترة ما بين الخامس عشر والسابع عشر من نوفمبر عام 2012م تم اعتراف مأساة خوجالي بواقعة الإبادة الجماعية لأول مرة من جانب مجلس وزراء الخارجية للمنظمة. كما دعت منظمة التعاون الإسلامي البلدان الأعضاء لدى مجلس وزراء الخارجية ومؤسسات المنظمة لتفعيل فعالياتها في الحملة الدولية المذكورة ودعمها مع بذل جهود ترمي إلى اعتراف هذه الواقعة للإبادة الجماعية بالجريمة ضد البشرية على الساحتين الدولية والوطنية.

وفي اجتماع القمة الثاني عشر المنعقد في مدينة القاهرة عاصمة مصر في الفترة السادس إلى السابع من فبراير عام 2013م بمشاركة رؤساء الدول والحكومات للبلدان الأعضاء لدى المنظمة، الذي يعد اعلى هيئة لمنظمة التعاون الإسلامي تم اعتراف مأساة خوجالي بالإبادة الجماعية والجريمة المرتكبة ضد البشرية. كما أعادت الدورة الأربعين لمجلس وزراء الخارجية للبلدان الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلدا إعلان اعترافها مأساة خوجالي بالإبادة الجماعية خلال انعقادها في عاصمة غينيا كوناكري في الفترة ما بين التاسع إلى الحادي عشر من ديسمبر عام 2013م. ويحوي القرار بندا خاصا بالحملة الدولية “العدالة لخوجالي” وجاء فيه خاصة “أن مجلس وزراء الخارجية للبلدان الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي يرحّب بالحملة الإعلامية الدولية “العدالة لخوجالي” ويدعو البلاد الأعضاء لتفعيل مشاركاتها في أنشطة الحملة المذكورة مع بذل جهود لازمة من اجل التوصل إلى اعتراف واقعة الإبادة الجماعية هذه بالجريمة ضد البشرية على الساحتين الوطنية والدولية”.

أصبحت جمهورية التشيك أول دولة من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي أن استنكرت أرمينيا بسبب القتل العام لسكان خوجالي المسالمين استنكارا رسميا واعترفت هذه المعاملات بالجريمة ضد البشرية. واتخذت لجنة العلاقات الدولية لمجلس النواب للهيئة التشريعية العليا التشيكية في السابع من فبراير عام 2013م قرارا بالإجماع باسم “الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل وحدات الاحتلال الأرميني في مدينة خوجالي المحتلة الأذربيجانية بالقضاء على 613 ساكن مسالم اعزل قتلا همجيا”. وبهذا القرار صادقت التشيك مرة أخرى على أنها تعترف إقليم قراباغ الجبلي بجزء مركب من جمهورية أذربيجان وأرمينيا بدولة احتلت هذه الأراضي وارتكبت هذه الجريمة في خوجالي.

شاهد أيضاً

فى أسبوع …إسرائيل تقتل أكثر من 100 من العاملين فى تقديم المساعدات بغزة

عدد المشاهدات = 9502 أعلن مكتب الإعلام الحكومى في غزة، الأربعاء، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.