السبت , 20 أبريل 2024

أحمد شنب يكتب: “راس التوم”!

= 2111

Ahmed Shanab

 
 كثيرون لا يعرفون ما هو المفهوم الصحيح للإصلاح السياسي وماذا يعني هذ المصطلح ويبدو للأغلبية بأنه معقدا أو يحتاج إلى خبراء لتفسيره ، وكانت إقامتي في الريف مع البسطاء دافع كبير لي لفهم معني هذا المصطلح ، وبقراءة متأنية اكتشفت انا معظم العائلات والتي تعيش في قريتي هي في حالة تماسك وترابط علي العكس تماما من حياة الحضر ويظهر ذلك في الحياة اليومية والسلوكيات الاجتماعية.

 وتيقنت أن هذا التجمع يكون له ايضا اثر كبير في الحياة السياسية ويظهر ذلك بوضوح في الانتخابات "برلمان أو محليات" وهو ما يطلق عليه العصبية والقبلية اذا فالتجمع البشري يكون له تأثير في  المجتمع علي العكس من التكوينات الصغيرة  بدليل أن الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا هم الاكثر تأثير في الحياة السياسية ويظهر كل فصيل منهم أفضل ما لديه من أجل الوصول الى الرئاسة ونجد ذلك يطبق في العديد من الدول إذ تكون ادارة الدولة والحياة السياسية في يد الفريق الأقوى من ناحية الكفاءة والقدرة علي العمل.

اما في الدول الهشة أو الرخوة تكون الحياة السياسية فيها علي النقيض من ذلك فتجد في مصر علي سبيل المثال "كوكتيل" من الأعضاء داخل البرلمان من كل فيلم أغنية كما يقال وربما تجد مقطع فقط من الاغنية .. النائب الذي يمثل حزبا على سبيل المثال عندما يتكلم لا يسمعه أحد فصوت الجماعة اعلى من صوت الفرد بكل تأكيد ، ولا توجد دولة بها هذا الكم من الاحزاب السياسية  الكرتونية عديمة الفائدة سوى "الشو الإعلامي".

قد يقول عدد من الخبراء والمحللين السياسيين بتهكم ان من وضع قانون الاحزاب وممارسة الحياة السياسية في امريكا كان مصريا يعي جيدا معنى العزوة ، اما من وضع القانون ذاته في مصر يعيش علي بعد اميال من هنا ، وبالتالي فإن علاج الحياة السياسية يكون من خلال تعديل القانون يعني يكون "عندنا عائلتين فقط هما الكبار عائلة محمدين مثلا وعائلة حسنين ابن عمه مش مهم الاسماء المهم يكون في حد كبير يعرف مصلحتنا اكتر مننا يعني يكون عندنا حزب  يمين وحزب آخر يمثل اليسار كما هو الحال في دول ما بعد الحداثة  ليس هناك اي مشكلة في تنافس عائلة حزبية ثالثة تمثل الوسط وخاصة ان مصر علي مشارف انتخابات المحليات والتي من المؤكد انها سوف تكون عبارة عن حالة من الفوضي السياسية في ظل هذا العدد الكبير من الاحزاب .

ولكن بعد تفكير عميق وانا جالس علي حرف المصرف في الغيط أتخيل لو تم تعديل قانون العائلات الحزبية وأصبح شرط ممارسة العمل السياسي ان يكون عدد اعضاء العائلة الحزبية مليون مثلا يعني  طبعا في تلك الحاله لن تنجح عائلتي عائلة شنب في تكوين حزب يمثلها  زي حزب عائلة ساويرس او حزب عائلة ابو هشيمة  بس مش مهم المهم نبقي زي خالتي امريكا الحزب فيها كام مليون مش احنا الحزب قد "راس التوم".

بكل اسف الأحزاب تتدخل في الحياه السياسية بدون أية رؤية أو طرح حلول للمشاكل ولكنها مشاركة شكلية فقط من أجل التواجد فقط ، فالعدد في الليمون وليس في الاحزاب.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4214 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.