الخميس , 25 أبريل 2024
سارة حامد

في ذكرى مولد خاتم الرسل..شكراً “قبط مصر”

= 3505

بقلم: سارة حامد

دراستي قبل الجامعية، كانت في مدرسة فرنسية، لا أذكر ما إذا كانت عقدت حصصاً للدين الإسلامي أو المسيحي، كل ما تستجلبه ذاكرتي أننا حيّينا العلم المصري بلغتهم، ورددنا التحية والسلام داخل الفصول بالفرنسية، و عُلمنا قاطبة العلوم بها، عظّمنا تابوهات مثل “بونابرت” الغاصب المحتل الذي إشتهر بـ”الحروب النابليونية” التي أراقت دماء أكثرية أوروبا، متجهاً إلى مصر عام 1798 ليعث فيها فساداً..

حتى ثرثرتنا الطفولية كانت لا تخلو من التناحر والتشاحن فيما بيننا حول من سيظفر هذا العام بمنحة التفوق لبلوغ غاية الطواف حول البرج الحديدي “برج إيفل”، ومتحف اللوفر، وجبال الألب، و جزيرة كورسيكا..

تابوهات جميعها تحطمت بعد التخرج من مدرستي التي أعتز بها، وكانت رقيبا عليها الدولة التي لا تقهر، فرنسا التي كانت تقنع تلاميذها أنهم – رُغم دراستهم مازالوا عرباً- لا يفقهون من العلم الكثير، يبعدون عنهم سنوات ضوئية، هم أعراق آخرى تتشبث بالحرية والعلمانية، تظن وتوهم أن في تشويه رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، إكمالا لمخطط الدولة العلمانية أو ما يعرف بـ”لاهوت التحرير” وهو ما إستشرفته مجلة “لا نوفال ريبوبليك” الفرنسية بعد ما أعادت نشر ما سبقتها إليه مجلة “شارلى ايبدو” حيث إعتادا تقديم أغلفة للبابا فرانسيس وآخرى للمسيح عليه السلام، وغيرهم، تخوض في قداستهم، وطهرهم، ليبثوا أفكار “لاهوت التحرير” الماركسي الذي إنتشر في أوروبا و أمريكا اللاتينية متجهاً إلى دول المشرق والمغرب العربيين، بقصد خفي يؤسس لقاعدة خبيثة تجهر بإهانة الرموز الدينية والتحرر من الأديان السماوية، لكن البادِ منها والمعلوم هو تعظيم وإجلال قيمة الإنسان والتلهي بمشاعر الفقراء بابراز رسائل أنهم بشر أجل من الرسالات السماوية التي بعث بها الأنبياء كافة.

الحدث في ظاهره العذاب وهو الإساءة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، لكن في باطنة الرحمة بمؤازرة ومدد”قبط مصر” ذلك السد المنيع لأشقائهم في الوطن، و كأن الله يداوي قلوب المصريين المكلومة على الإساءة لرسولنا الكريم”بهم”.

هم قبل المسلمين أعلنوا غضبهم، رفضوا إهانة الرموز الدينية حتى وإن إختلفت مع عقائدهم لكنها لا تُخالف وطنيتهم و إخاءهم لشطرهم الآخر، تحولت صفحاتهم على مواقع التواصل إلى “ضد إهانة الإسلام”، “Sauf_le_messager_de_Dieu” سجلوا للتاريخ موقفاً مفوه أن من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة، غضبوا من أجلنا و إمتعضوا لمساندتنا، بعثوا التهاني في ذكرى مولد أشرف الخلق محمد، عليه الصلاة والسلام، ليجيب المسلمون على قبط مصر “ونحن قد عرفنا وصدّقنا المحبة التي لله فينا”.

—————————————–

* صحفية بمجلة المصور.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3470 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.