الخميس , 28 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: فخر الإمارات والأجيال

= 1161

في صباح يوم الثلاثاء الموافق 30 نوفمبر 1971 في مركز شرطة طنب الكبرى في إمارة رأس الخيمة تجمع 6 أفراد لأداء التمارين الصباحية، حيث كان يترأسهم الشرطي الأول سالم سهيل خميس، وأثناء ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان فقد لاحظ الشرطي سالم المكلف بالحراسة بعض الطائرات الحربية الإيرانية وسفناً تقترب من شواطئ الجزيرة.

وفجأة ألقت هذه الطائرات منشورات كُتب فيها «اتركُوا المركز وأنزلوا العلم واخرجوا»، ولكن رفض سالم ومن معه أن يتركوا المكان قائلاً: «هذه دولتي لن أُنزل سارية العلم، لم تعلموا بعد من نحن».

وفجأة بدأت القوات الإيرانية بإطلاق النار على المركز وعلى العلم، وبدأ جنود الوطن بدورهم بإطلاق الرصاص على القوة المهاجمة، واستمر تبادل الرصاص، وحين حاول الجنود الإيرانيون إسقاط العلم، زحف سالم إلى عمود السارية ليحميه بجسده لتنهال عليه الطلقات ويسقط شهيداً على تراب الوطن بدمائهِ الطاهرة.

«شهداء الإمارات أحياء بيننا وذكراهم باقية في قلوبنا».. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

القيادة الرشيدة وكافة الجهات الرسمية وفرت لأسر الشهداء الدعم المادي تقديراً واحتراماً لتضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية فداءً للوطن.

تلاحم القيادة والشعب عندما يزفّ لنا خبر استشهاد أحد جنودنا البواسل مصدر فخر واعتزاز، فالقيادة الرشيدة تتسابق لتشييع الجثمان وتقديم واجب العزاء الذي يرفع المعنويات ويثلج صدور أسر الشهداء، فيزدادوا فخراً بشهيدهم، فزياراتهم لأسر الشهداء لها أثر كبير في نفوس أسرة الشهيد خصوصاً والديه وزوجته وأبناءه.

والقيادة الرشيدة حريصة كلَّ الحرص على متابعة شؤون أسر وأبناء شهداء الوطن، لذا تم تقديم فعاليات المخيم الربيعي من مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي لأبناء الشهداء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و22 عاماً بهدف تنمية قدراتهم وعلاقاتهم الاجتماعية التي تطور مهاراتهم في تحمل المسؤولية، وذلك عن طريق تفاعل المشاركين مع زملائهم في النشاطات المختلفة وتعاونهم في إنجاز الأعمال المتعددة التي تمنحهم الخبرات والمعلومات اللازمة التي من شأنها زيادة وتوسيع مداركهم وثقافاتهم وآفاق تفكيرهم.

الإمارات تقدر تضحيات شهداء الوطن، لذا تحيي دولة الإمارات بتاريخ 30 نوفمبر من كل عام يوم الشهيد احتفاءً بتضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم أثناء أداء مهامهم الوطنية، هذا اليوم الذي أثبت فيه الشعب الإماراتي للعالم أجمع أنه باقٍ على العهد ما دامت قلوبهم تنبض.

«شهداؤنا عزنا وفخر وطننا».

نقف جميعاً وقفة عز وإجلال لأرواح الشهداء الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن هذا الوطن، سيبقون دائماً فخر الإمارات والأجيال.

* كاتبة إماراتية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6166 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.