السبت , 20 أبريل 2024

لماذا نخاف من قول الحقيقة؟

= 6582

 

 

بقلم: جيهان السنباطي

الحقيقة هى كل ماهو صحيح ودقيق وصائب ومنزه عن كل الشوائب,هى قذيفة فى وجه الباطل تزلزل كيانه وتحطم اركانه وتهلكه,هى الثبات والاستقرار واليقين …. ولكن لماذا يخاف البعض من قول الحقيقة؟ لماذا يهربون منها ويلجأون الى الكذب؟ لماذا يكون الباطل اسهل الطرق للتعبير؟ لماذا نلجأ الى تزوير الحقائق وتزييفها؟

هل لان الحقيقة نسبية اى تختلف نسبة دقتها وصوابها من شخص لاخر؟ ام لانها مجردة لايمكن تحديدها او ربطها بعوامل اخرى قد تؤثر على حجم فعاليتها فى الحياة ؟ ام انه الخوف من الاخرين وانعدام الثقة فيهم؟ اوالخوف من مواجهة الواقع؟ ام لان قول الحقيقة قد يضعنا فى مواقف محرجة او صعبة ويمثل نوعا من انواع المخاطرة ؟

تساؤلات عديدة قد تتبادر الى اذهاننا ولانستطيع ايجاد الاجابة الشافية لها ولكن دعونا نفكر سويا فى ماهية العلاقة بين الانسان والحقيقة كيف تكون؟

هناك علاقة تنافر وهروب تربط بين الانسان والحقيقة, فالبشر دائما مايتهربون من حقيقتهم بتزييفها او تغطيتها,وحينما يجبرون على قول الحقيقة يستخدمون اساليب الخداع اللغوى مثل الكناية والتورية والمجاز فيكون التعبير عن الحقيقة باسلوب لغوى ملتو غامض ومخادع,فلماذا نلجأ الى تلك الاساليب الملتوية ونحيد عن الحق ؟لماذا غابت الشجاعة فى قول الحقيقة وصار الباطل يصول ويجول بيننا؟

كلمة الحق او قول الحقيقة تستلزم بعض الجرأة النفسية والقوة الداخلية التى تدفعك الى قول الحق بكل ثبات وإباء وشموخ وحينها تشعر بانك الاقوى من اى ضغوط نفسية تقع عليك كما انها تحررك من عبودية الكذب والنفاق.

قول الحق قد يكون صعبا احيانا سواء تعلق الأمر بمواضيع عادية يومية أو ذات أهمية بالغة وقد يلجا الشخص الى بعض الاساليب لحماية نفسه لعدم قدرته على مواجهة الواقع او لعدم ثقته فى الاخرين وخوفه من المخاطرة.

وقد يكون للتربية التى يتلقاها الفرد منذ صغره دور كبير فى تنمية بعض الصقفات المذمومة بداخله فنحن تربينا حسب إملاءات التقاليد والعادات القديمة والموروثة، على أساس “الخوف من الحقيقة”، الخوف من العقاب ,الخوف من مواجهة المجتمع ,الخوف من مشاكلنا أو بالأحرى الخوف من معرفة مشاكلنا أو حتى الحديث عنها، لا بل إلى تحريفها وطمسها وتشويهها، فقط لأننا أصبحنا نفضل الرأي الخاطئ المطلي ذهباً على الحقيقة الناصعة التي قد تحجبها أعمدة من الدخان الأسود لذا فهو يلجأ الى الكذب للهروب من العقاب ويلجأ اليه لتحسين صورته امام الاخرين ويلجأ اليه كذلك لارضاء نفسه ومن حوله.

لابد ان نعلم جيدا ان الثبات على المبادىء والقيم من اهم الامور التى تجعلك شخصا قويا فقل الحق حتى لو على نفسك كي تصل إلى طوق النجاة من هلاك نفسك وهلاك أمتك من قول الباطل .. فكم من اناس تجبروا وظلموا وهم فى مناصب لابستحقونها .. وكم من اناس باعوا ضمائرهم لأجل المغريات المزيفة .. ولكنهم لايعلمون ان كل شىء الى زوال والحق لابد ان ينتصر فى النهايه .. فلا تصفقوا للباطل.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4460 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.